المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[جهاده واستشهاده #]

صفحة 447 - الجزء 1

  فقال إبراهيم بن أبي يحيى: والله لقد كانا فاضلين شريفين كريمين عابدين عالمين زاهدين، وقد كان إبراهيم يقدّم أخاه محمدا # ويفضله، وكان محمد # يعرف لإبراهيم فضله، وقد مضيا شهيدين ª(⁣١).

[جهاده واستشهاده #]

  [١٩] حدثنا أبو العباس بإسناده عن المفضل الضبي قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن $ فلما صار بالمربد وقف على باب سليمان بن علي، فأخرج إليه صبيان من ولده فضمهم إليه، وقال: هؤلاء والله منا ونحن منهم⁣(⁣٢)، إلّا أن آباءهم غصبونا أمرنا، ثم توجه لوجهة وتمثل:

  مهلا بني عمنا ظلامتنا ... إن بنا سورة من الغلق⁣(⁣٣)

  لمثلكم تحمل السيوف ولا ... تغمز أحسابنا من الرّقق⁣(⁣٤)

  إني لأنمي إذا انتسبت⁣(⁣٥) إلى ... عزّ عزيز ومعشر صدق

  بيض سباط كأن أعينهم ... تكحل يوم الهياج بالعلق⁣(⁣٦)

  قال المفضل: فقلت له: ما أفحل⁣(⁣٧) هذه الأبيات، فلمن هي جعلني الله فداك؟


(١) الخبر المنقول عن إبراهيم بن أبي يحيى، في الحدائق الوردية لحميد الشهيد، وقال: روينا أن إبراهيم بن أبي يحيى المدني سئل ... وساق الخبر، الحدائق الوردية: نسخة مصورة عن الأصل (١/ ١٦٨).

(٢) نهاية الصفحة [٢٥٠ - أ].

(٣) في الأغاني: القلق، والقلق: الضجر والحدة وضيق الصدر.

(٤) في (أ، ب): الرنق، وفي (د) الزلق، والرقق الضعف.

(٥) في مقاتل الطالبيين والحدائق الوردية: إذا انتميت، وانظر الأبيات في الحدائق (١/ ١٧٣)، والمقاتل (٣٢٠).

(٦) في الأغاني وابن أبي الحديد بالرزق، وفي مقاتل الطالبيين ما أثبتناه، العلق: الدم، يريد أن عيونهم حمر لشدة الغيض والغضب وكأنها كحلت بالدم. راجع الأغاني (١٩/ ١٩١) وما بعدها، وابن أبي الحديد (١/ ٣٢٤)، وقد أوردها صاحب الأغاني في أخبار عويف بن معاوية بن عقبة.

(٧) في مقاتل الطالبيين: ما أجود هذه الأبيات وأفحلها فلمن هي؟ ص (٣٢٠) والفحل من الشعراء: أفضلهم.