المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[اجتماع الحكمين]

صفحة 322 - الجزء 1

  فقال علي عليه⁣(⁣١) السلام: ولا أنا رضيت، ولكن لا رأي لمن لا يطاع، ولا يصلح الرجوع إلّا أن نعصي الله ونتعدى ما في كتابه فنقاتل من ترك أمره، ثم إن الناس أقبلوا على قتلاهم يدفنونهم.

  وكان عمر بن الخطاب دعا حابس بن سعد الطائي⁣(⁣٢) يولّيه قضاء حمص، فانطلق يسيرا، ثم رجع فقال: إني رأيت رؤيا.

  فقال: هاتها.

  قال: رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق ومعها جمع عظيم، وكأن القمر أقبل من المغرب معه جمع عظيم.

  فقال له عمر: مع أيهما كنت؟

  قال: كنت مع القمر.

  قال: كنت مع الآية الممحوة تقاتل إمام العدل مع إمام الجور، فتكون مع الجاني، لا والله لا تلي لي عملا، فشهد مع معاوية بصفين، فقتل يومئذ (لعنه الله)⁣(⁣٣).

[اجتماع الحكمين]⁣(⁣٤)

  ثم إن عليا # بعث شريح بن هانئ في أربعمائة، وعبد الله بن عباس يصلي بهم ومعهم أبو موسى، وجاء عمرو بن العاص في أربعمائة إلى دومة الجندل، فنزل عمرو بأصحابه


(١) نهاية الصفحة [١٦٣ - أ].

(٢) هو: حابس بن سعد، ويقال: ابن ربيعة بن المنذر بن سعد الطائي يقال: إن له صحبة، روى عن أبي بكر، والزهراء &، وعنه: أبو الطفيل، وجبير بن نفير، وغيرهما. كما روى عنه سعد بن إبراهيم ولم يدركه. تولى القضاء في خلافة عمر، وقتل بصفين، انظر: تهذيب التهذيب (٢/ ١٢٧)، التقريب (٩٩٥)، وقال فيه: مخضرم، وقيل: له صحبة، تهذيب الكمال (٥/ ١٨٣ ت ٩٩٠) ابن سعد (٧/ ٤٣١)، التاريخ الكبير (٣ / ت ٣٦٥)، الجرح (٢ / ت ١٣٠١)، الكاشف (١/ ١٩١).

(٣) خبر رؤيا حابس الطائي وذكر مقتله وأخبار أخرى متعلقة به أوردها نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين ص (٥٢١ ت ٤٢٤)، وابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته (١/ ٣٤٤ ت ٣٨٩).

(٤) انظر: وقعة صفين ص (٤٩٧) وما بعدها، أعيان الشيعة (١/ ٥١٢) وما بعدها، شرح النهج (٢/ ٢٠٦)، بالإضافة إلى المصادر التاريخية المشار إليها في مصادر ترجمة أمير المؤمنين #.