المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ذكر مارية القبطية]

صفحة 216 - الجزء 1

  وفي حديث ابن عباس⁣(⁣١): القاسم وبه كان يكنى، وعبد الله وطاهر، وهو الصحيح، فكان القاسم أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وهو الطيب، ويقال: هو الطاهر، ولد بعد النبوة، ومات صغيرا⁣(⁣٢) ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية، هم هكذا الأول فالأول، وتوفي القاسم بمكة.

[ذكر مارية القبطية]

  وأما مارية فهي ابنة شمعون القبطية التي أهداها إلى رسول الله مع أختها سيرين وخصي يقال له: مأثور المقوقس صاحب الإسكندرية⁣(⁣٣).

  وأهل الأخبار على أن أم كلثوم كانت في البدء تحت عتبة بن أبي لهب⁣(⁣٤)، ورقية تحت أخيه عتيبة فأمرتهما أم جميل بنت حرب بن أمية وأبو لهب⁣(⁣٥) بطلاقهما لما نزلت {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ...}⁣[المسد: ١].

  وقالا: هجانا محمد، واشتدت عداوة أبي لهب لرسول الله بإغراء أم جميل حسدا أن تكون النبوة في بني هاشم دون بني أمية، ثم خلف على رقية عثمان، ثم على أم كلثوم بعد رقية⁣(⁣٦).


(١) أي في حديثه الذي رواه المؤلف في كتابه هذا قبل الحديث السابق عن الصواف.

(٢) انظر الاستيعاب (٤/ ٣٧٩) ترجمة خديجة (٣٣٤٧) إضافة إلى المصادر المشار إليها في ترجمة أم المؤمنين خديجة &.

(٣) هو: عامل الإسكندرية، وهو اسم أطلق على كورش وزيد حاكم مصر البيزنطي وبطريك الإسكندرية.

(٤) قول المؤلف: «وأهل الأخبار على أن ... إلخ» قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٥٢): يقال تزوجها - أي أم كلثوم - عتبة بن أبي لهب، ثم فارقها.

(٥) هي: أم جميل بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان بن حرب، وعمة معاوية بن أبي سفيان، أما أبو لهب: فهو عبد العزى بن عبد المطلب. انظر: نسب قريش (١٨)، جمهرة أنساب العرب (٧٢)، السيرة الحلبية (٣/ ٣١٣).

(٦) انظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٣٦)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٥١)، وهناك روايات أخرى غير هذه الرواية، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ١٨١ - ١٨٣)، نسب قريش (٢٢)، تهذيب ابن عساكر (١/ ٢٩٣، ٢٩٨)، أسد الغابة (٥/ ٤٥٦)، الاستيعاب (٤ / ت ٣٣٧٧)، الإصابة (٤/ ٣٠٤ ت ٤٣٠)، (٤٨٩ ت ١٤٧٠)، والدر المنثور (٦/ ٤٠٩) بالإضافة إلى المصادر الأخرى في ترجمتيهما.