المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ذكر فاطمة بنت أسد]

صفحة 119 - الجزء 1

  لله أي مذبب عن حومة ... أعني ابن فاطمة المعمّ المخولا

  جادت يداك لهم بعاجل طعنة ... تركت طليحة للجبين مجدلا

  وعللت سيفك بالدماء ولم ... لترده ظمآن حتى ينهلا

[ذكر فاطمة بنت أسد]

  ثم إن فاطمة بنت أسد⁣(⁣١) أسلمت أحسن إسلام، وصلّى عليها رسول الله ÷.

  [١١] كما أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أبي قتيبة القنوي بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن سليمان الخواصّ [قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخزاعي، عن قدامة عن سعيد بن طريف عن]⁣(⁣٢) الأصبغ بن نباته، عن علي # قال: إنه لما ماتت أمي جئت إلى النبي ÷ وقلت: إن أمي فاطمة قد ماتت.

  فقال النبي ÷: «إنا لله وإنا إليه راجعون» وأخذ عمامته ودفعها إليّ وقال: «كفنها فيها، فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتى آتي».

  فأقبل النبي ÷ في المهاجرين وهم يمشون قدامه لا ينظرون إليه إعظاما له حتى تقدم


(١) هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أول هاشمية تزوجها هاشمي، وهي أم سائر ولد أبي طالب، كانت لرسول الله ÷ بمنزلة الأم، ربي في حجرها، كما كان ÷ شاكرا لبرها، وكان يدعوها أمي، وكانت تفضله على جميع أولادها في بالبر والإحسان، كان رسول الله ÷ يصبحون شعثا، ويصبح رسول الله ÷ كحيلا دهينا، روى الحاكم في المستدرك بسنده أنها كانت بمحل عظيم من الإيمان في عهد رسول الله ÷، أسلمت بعد عشرة من المسلمين، وكانت الحادي عشر، كما كانت أول امرأة بايعت رسول الله ÷ من النساء، هاجرت إلى المدينة وتوفيت بها، ولما توفيت كفنها رسول الله ÷ في قميصه، وأمر من يحفر قبرها فلما بلغوا لحدها وضعها بيده واضطجع فيه، وقال: اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها، فقيل: يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها، فقال: «ألبستها قميصا لتلبس ثياب الجنة، أو قال: هو أمان لها يوم القيامة، أو قال: ليدرأ عنها هوام الأرض واضطجعت في قبرها ليوسعه الله عليها، وتأمن ضغطة القبر، إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد أبي طالب»، ولدت طالبا وهو أول هاشمي ولد من هاشميين، خرج يوم بدر مع المشركين كارها ولم يعرف له خبر ولا عقب له، وعقيلا، وجعفرا وعليا وكل واحد أسن من الآخر بعشر سنين وأم هاني واسمها فاجئة. انظر: أعيان الشيعة (١/ ٣٢٥)، سير أعلام النبلاء (٢/ ١١٨)، الاستيعاب (٤/ ١٨٩١)، أسد الغابة (ت ٧١٧٦)، الإصابة، أعلام النساء (٤/ ٣٣).

(٢) ورد في الأصل: يرفعه إلى ... ؟ وقد أثبتنا السند للإفادة والتوثيق، والسند وخبره ذكرهما صاحب أمالي أبي طالب ص (٤٢).