المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[زواجه ÷ بخديجة]

صفحة 125 - الجزء 1

  فلما انتهى إليها أخبرها بما كان في سفرهم، فقالت له: ألا تتزوج⁣(⁣١).

  فقال لعمه أبي طالب: اخطب لي.

  قال: من؟

  قال: خديجة بنت خويلد.

  فقال: سأقضي ما في نفسك.

  فلقي أباها فذكر ذلك له، فقال: حتى أنظر.

  فلقيها فذكر ذا مال قد ماتت امرأته. فقال: يا خديجة فلان يخطبك.

  قالت: ذهب شبابه وساء خلقه يدل بماله لا حاجة لي فيه.

  وذكر لها غلاما من قريش قد ورّث له أبوه مالا.

  قالت: حديث السن سفيه العقل لا حاجة لي فيه.

  فقال: محمد بن عبد الله.

  قالت: أوسط الناس في قريش نسبا وصهرا، وأصبحهم وجها، وأفصحهم لسانا أعود عليه بمالي.

  فأرسل إليهم أن هلموا، فقال أبو طالب: اذهب أنت يا حمزة معه فأنت صهر القوم.

  فمروا إلى علي # فقالوا له: انطلق معنا يا علي حتى نزوج محمدا ÷ فقال: أنظروني حتى آخذ بردي ونعلي، ففعلوا.

  فلما دخلوا عليه، قالوا: تكلموا.

  فقال النبي ÷: «الحمد لله الذي لا يموت ...» ثم تكلم فزوجوه.

  وقد روينا أن أبا طالب زوجه⁣(⁣٢).


(١) في (ب، ج): ألا تتزوج يا محمد.

(٢) انظر: سيرة ابن هشام (١/ ٢٠١)، أعيان الشيعة (١/ ٢٢٠)، السيرة الحلبية (١/ ١٣٧ - ١٤١)، المناقب (١/ ٤٢)، تاريخ اليعقوبي (٢/ ٢٠)، الأوائل لأبي هلال العسكري (١/ ١٦٢)، تاريخ الخميس (١/ ٢٦٤)، المواهب اللدنية (١/ ٣٩)، بهجة المحافل (١/ ٤٨)، السيرة النبوية لدحلان (١/ ٥٥)، الكافي (٥/ ٣٧٤، ٣٧٥)، البحار (١٦/ ١٤)، السيرة لابن كثير (١/ ٢٦٣)، الصحيح من سيرة المصطفى (٢/ ١٠٧) وما بعدها، النهاية والنهاية (٢/ ٢٣٩) وما بعدها.