المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خطبة أبي طالب في تزويج خديجة]

صفحة 127 - الجزء 1

  فقال أبو طالب: اشهدوا عليها. وقالت قريش: عجبا أتمهر النساء الرجال!؟

  فغضب أبو طالب، وكان ممن يهاب ويكره غضبه فقال: أما إذا كان مثل ابن أخي هذا طلبته النساء بأغلى الأثمان. ونحر أبو طالب ناقة، ودخل رسول الله ÷ بأهله. فقال رجل من قريش يقال له عبد الله⁣(⁣١):

  هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت ... لك الطير فيما كان منك بأسعد

  تزوجته خير البرية كلها ... ومن ذا الذي في الناس مثل محمد

  به بشر الله المسيح⁣(⁣٢) بن مريم ... وموسى بن عمران كأقرب موعد

  أقر به الكتاب طرا بأنه ... رسول من الرحمن هاد ومهتدي

  [١٤] وأخبرنا⁣(⁣٣) أحمد بن محمد بن بهرام قال: حدثني غير واحد أن عمرو بن أسد

  زوج خديجة من رسول الله ÷؛ وتزوجها⁣(⁣٤) وهو ابن خمس وعشرين سنة وقريش تبني الكعبة.

  وقال ابن جريج: وهو ابن سبع وثلاثين.

  وقال عمرو بن أسد⁣(⁣٥): محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة هو الفحل لا تقرع أنفه⁣(⁣٦).


(١) في (ب، ج) عمر.

(٢) في (أ): به بشر الله عيسى بن مريم.

(٣) في (ب، ج): حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بإسناد الرواة.

(٤) نهاية الصفحة [٣١ - أ].

(٥) هو عمرو بن أسد، من خزيمة من عدنان، جد جاهلي يقال: إنه أول من عمل الحديد من العرب، من عقبة سماك بن مخرمه صاحب مسجد سماك بالكوفة، وهو الذي يقول فيه الأخطل:

نعم المجير سماك من بني أسد

انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ٧٣)، سبائك الذهب (٥٨)، نهاية الأرب (٣٠١)، القاموس المحيط للفيروزآبادي مادة (سمك).

(٦) السيرة الحلبية (١/ ١٣٧ - ١٣٩).