المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بدء نزول الوحي على رسول الله ÷]

صفحة 129 - الجزء 1

  رسول الله ÷ بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، وفي المدينة عشرا، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة⁣(⁣١).

  وفي غير هذا الحديث⁣(⁣٢): أنه قرن معه إسرافيل ثلاث سنين، لا يظهر شيئا مما أنزل الله، ثم قرن معه جبريل⁣(⁣٣) وأمر بإظهاره في قوله ø: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}⁣[الحجر: ٩٤](⁣٤)، ثم نسخت آية القتال الإعراض⁣(⁣٥) عنهم.

  فنزل جبريل # بالقرآن عشر سنين بمكة وعشر سنين بالمدينة؛ فما ذكرت فيه الأمم والقرون والأنبياء فإنه نزل بمكة، وكل ما فبه الفرائض والجهاد والحدود فبالمدينة⁣(⁣٦).

  وقيل: أفصح العرب بنو معاوية بن بكر⁣(⁣٧)، الذين أرضعوا رسول الله ÷.

  «فنزل القرآن بلغتهم؛ إذ كان ÷ تعلم فيها»⁣(⁣٨)


(١) اختلف العلماء في مقامه بمكة بعد أن أوحي إليه، فقال أنس وبن عباس من رواية أبي سلمة عنه، وعائشة: إنه أقام بمكة عشر سنين، ومثلهم قال من التابعين ابن المسيب والحسن، وعمرو بن دينار، وقيل: أقام ثلاثة عشرة سنة، قال ابن عباس من رواية أبي حمزة وعكرمة أيضا عنه: ولعل الذي أقام عشر سنين أراد بعد إظهار الدعوة، فإنه بقي سنين يسيرة. الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢/ ٧٦)، وانظر: البداية والنهاية (٣/ ٤) وما بعدها، أمالي أبي طالب ص (٤٥).

(٢) في (أ، د): الخبر.

(٣) عن داود بن أبي هند، عن عامر أن رسول الله ÷ أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، وكان معه اسرافيل ثلاث سنين، ثم عزل عنه إسرافيل وأقرن به جبريل عشر سنين بمكة وعشر سنين مهاجره بالمدينة، فقبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة. اينظر: طبقات ابن سعد (١/ ١٤٩ - ١٥٠)، السيرة الحلبية (١/ ٢٣٦)، دلائل النبوة (٢/ ١٣٢)، البداية والنهاية (٣/ ٤)، الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ١٢٣).

(٤) انظر: الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ١٢٣)، دلائل النبوة (١/ ٣١٦).

(٥) نهاية الصفحة [٣١ - أ] آية القتال هي قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}، انظر تفسير الطبري (٤/ ١٩٩ - ٢٠٠).

(٦) أخرج البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس قال: (بعث رسول الله ÷ لأربعين سنة، فمكث بمكة (١٣) يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات نبي الله ÷ وهو ابن (٦٣) سنة)، وأخرجه أيضا البخاري في: (٦٣) مناقب الأنصار (٤٥) باب هجرة الرسول ÷ حديث (٣٩٠٢)، فتح الباري (٧/ ٢٢٧). انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ١٢٩) وما بعدها، السنن الكبرى للبيهقي أيضا (٤/ ٢٩٣)، الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ١١٨ - ١٢٢).

(٧) بنو معاوية بن بكر: بطن من هوازن من قيس عيلان، من العدنانية، وهم بنو معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، وفيهم بطون كثيرة منهم: بنو نصر بن معاوية بنو خشم بن معاوية، بنو سلول، بنو مرة بن صعصعة، وبنو عامر بن صعصعة بن معاوية، ومعاوية بن بكر: جد جاهلي، مات قتيلا، فجعل عامر بن الظرب العدواني ديته مائة من الإبل. قال ابن حزم: وهي أول دية قضى فيها بذلك من نسله بنو نصر بن معاوية، وغيرهم، وهم كثيرون جدا. انظر: معجم القبائل العربية (٣/ ١١١٧)، الأعلام (٧/ ٢٦٠)، تاريخ ابن خلدون (٢/ ٣١٠) نهاية الأرب للنويري (٢/ ٣٣٥)، جمهرة الأنساب (٢٥٢، ٢٥٧).

(٨) ساقط في (أ).