المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أحد عشر: نطق الحجر والشجر بالشهادة]

صفحة 145 - الجزء 1

  قال الذئب: الويل لمن يصلى جهنم غدا ولا يدخل في دين محمد ÷.

  قال الراعي: حسبي، من يحفظ غنمي لأنطلق وأومن به؟

  فقال الذئب: أنا أحفظ عليك غنمك⁣(⁣١). فجاء الراعي يعدو، وقال: السلام عليك يا رسول الله، وأخبر بكلام الذئب فأخذ أبو الأشعث سخلة وذبحها للذئب، وقال: أعتقتني من النار.

[أحد عشر: نطق الحجر والشجر بالشهادة]

  وأتى رجل يستجيب رسول الله⁣(⁣٢) ÷ وكان عاقلا لبيبا، فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟

  قال: «إلى شهادة أن لا إله الا الله وحده لا شريك له».

  قال: وأين الله يا محمد؟

  قال: «هو بكل مكان موجود، وليس في شيء منها بمحدود».

  قال: فكيف هو؟

  قال: «هو خلق الكيف والأين فلا يقال كيف ولا أين».

  فقال: كيف لي أن أعلم أنه أرسلك؟

  فلم يبق بحضرتنا يومئذ حجر ولا مدر ولا شجر إلّا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأن محمدا رسول الله.

  فأسلم الرجل، وقال رسول الله: «قد سميتك عبد الله».

[نبع الماء من بين يديه ÷ ومنقبة لعلي #]

  وخلفني ÷ في تبوك فتكلم ناس بما في صدورهم، وقالوا: خلفه إذ أبغضه.


(١) في (ب، ج، د): أنا أحفظها عليك.

(٢) في (، أ، ب، د): وأتى رجل يستجيب رسول الله.