المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[صفة منطقه ÷]

صفحة 155 - الجزء 1

  الأرض أطول⁣(⁣١) من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبتدر من لقيه بالسلام⁣(⁣٢).

[صفة منطقه ÷]

  قلت: صف لي منطقه.

  قال: كان رسول الله متواصل الأحزان، دائم الفكر⁣(⁣٣) ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه⁣(⁣٤)، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقّت، ولا يذم منها شيئا، لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى⁣(⁣٥)، وإذا غضب أعرض وأشاح⁣(⁣٦)، وإذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسم، ويفتر عن شيء مثل حب الغمام، فكتمتها⁣(⁣٧) الحسين # زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه وسألته عما سألت عنه⁣(⁣٨).


(١) في (أ، ب، ج): نظره إلى الأرض أكثر.

(٢) في (أ): ويبتدر من لقيه بالكلام، ووصف هند بن أبي هالة أخرجه البيهقي في الدلائل (١/ ٢٨٥ - ٣٠٧)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٢٢)، والترمذي في الشمائل (١/ ٢٦)، ودلائل النبوة لأبي نعيم (٥٥١)، مختصر تاريخ دمشق (تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر) (١/ ٣٢٩)، تاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٣١١)، البداية والنهاية (٦/ ٣١)، شمائل الرسول لابن كثير (٥٠)، والسيوطي في الخصائص (٢/ ٧١ - ٧٧)، ومجمع الزوائد (٨/ ٢٧٣)، عيون الأثر (٢/ ٤٠٥)، انظر: دلائل البيهقي (١/ ١٩٤ - ٢٧٥)، صحيح البخاري: كتاب المناقب صفة النبي ÷، صحيح مسلم، كتاب الفضائل، مسند أحمد (٤/ ٢٨١)، (٥/ ١٠٤)، صحيح الترمذي (٥/ ٥٩٩)، تهذيب تأريخ ابن عساكر (١/ ٣١٦) وما بعدها، خصائص السيوطي (١/ ٥٩ - ٧١).

(٣) في (ج) الفكرة.

(٤) أي بسعة فمه ÷ والعرب تتمادح بهذا وتذم بصغر الفم.

(٥) في بعض الروايات: فضرب إبهامه اليمنى راحته اليسرى.

(٦) أشاح: مال وانقبض. أساس البلاغة (٢٤٥) مادة «شيح».

(٧) في (ج): فكتمها.

(٨) هذه الرواية أوردها البيهقي في دلائل النبوة، انظر (١/ ٢٨٥ - ٢٩٠)، وكذا ابن كثير في الشمائل.