المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[من مآثر آبائه وأجداده ÷]

صفحة 168 - الجزء 1

  يوما فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركانا، وأرفع قريش مكانا، وأعظم قريش سلطانا، وأكثر قريش أعوانا، كانوا رءوس قريش في جاهليتها وملوكهم في إسلامها.

  فقلت: على من تفتخر؟ على هاشم⁣(⁣١) أول من أطعم الطعام، وضرب إلهام، وخضعت له⁣(⁣٢) قريش بإرغام، أم على عبد المطلب سيد مضر جميعا، وإن قلت معد كلها صدقت، كان إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رءوس الجبال⁣(⁣٣)، والطير والسباع والإنس في السهل، وحافر زمزم، وساقي الحجيج، وربيع العمرتين⁣(⁣٤)، أم على بنيه أشرف رجال بها؛ أم على سيد ولد آدم رسول الله حمله الله على البراق وجعل الجنة بيمنه والنار بشماله⁣(⁣٥)، فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار؛ أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول الله وابن عمه ومفرج الكرب عنه، أول من قال: لا إله إلّا الله بعد رسول الله لم يبارزه فارس قط إلّا قتله، وقال فيه رسول الله ما لم يقله في أحد من أصحابه ولا لأحد من أهل بيته.

  قال: فاحمر وجه هشام وبهت⁣(⁣٦).

  [٥٢] أخبرنا⁣(⁣٧) يعقوب بن إسحاق الحارثي بإسناده عن معمر «بن خثيم»⁣(⁣٨) قال: قال رجل من قريش لأبي جعفر: بما ذا تفتخرون علينا؟


(١) هاشم: هو عمرو العلاء لعلو مرتبته، وهو أخو عبد شمس، وسيأتي بعض أخباره، انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤ - ٣١)، سيرة ابن هشام (١/ ١٦٦٧)، تاريخ الطبري (٢/ ١٢ - ١٤)، الكامل لابن الأثير (٢/ ٩ - ١٠).

(٢) نهاية الصفحة [٥٨ - أ].

(٣) قوله: وكان يطعم الوحش ... إلخ. فيه فائدة فقهية إذ أن إطعام نحو الوحش قربة، وإلا لما فاخر به زيد بن علي #. قال رسول الله ÷: «في كل كبدة رطبة أجر».

(٤) في (أ): والمعتمرين.

(٥) في (أ، ب، د): بيساره.

(٦) أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه (ص ١٠٢ - ١٠٣)، والإمام المرشد بالله يحيي بن الحسين الشجري في الأمالي الاثنينية (خ).

(٧) للخبر سند آخر غير ما ذكر وهو: أخبرنا محمد بن جعفر القرداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده $ قال: ... إلخ، وهذا السند هو سند الخبر التالي لهذا الخبر.

(٨) ساقط في (ب).