[من مآثر آبائه وأجداده ÷]
  يوما فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركانا، وأرفع قريش مكانا، وأعظم قريش سلطانا، وأكثر قريش أعوانا، كانوا رءوس قريش في جاهليتها وملوكهم في إسلامها.
  فقلت: على من تفتخر؟ على هاشم(١) أول من أطعم الطعام، وضرب إلهام، وخضعت له(٢) قريش بإرغام، أم على عبد المطلب سيد مضر جميعا، وإن قلت معد كلها صدقت، كان إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رءوس الجبال(٣)، والطير والسباع والإنس في السهل، وحافر زمزم، وساقي الحجيج، وربيع العمرتين(٤)، أم على بنيه أشرف رجال بها؛ أم على سيد ولد آدم رسول الله حمله الله على البراق وجعل الجنة بيمنه والنار بشماله(٥)، فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار؛ أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول الله وابن عمه ومفرج الكرب عنه، أول من قال: لا إله إلّا الله بعد رسول الله لم يبارزه فارس قط إلّا قتله، وقال فيه رسول الله ما لم يقله في أحد من أصحابه ولا لأحد من أهل بيته.
  قال: فاحمر وجه هشام وبهت(٦).
  [٥٢] أخبرنا(٧) يعقوب بن إسحاق الحارثي بإسناده عن معمر «بن خثيم»(٨) قال: قال رجل من قريش لأبي جعفر: بما ذا تفتخرون علينا؟
(١) هاشم: هو عمرو العلاء لعلو مرتبته، وهو أخو عبد شمس، وسيأتي بعض أخباره، انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤ - ٣١)، سيرة ابن هشام (١/ ١٦٦٧)، تاريخ الطبري (٢/ ١٢ - ١٤)، الكامل لابن الأثير (٢/ ٩ - ١٠).
(٢) نهاية الصفحة [٥٨ - أ].
(٣) قوله: وكان يطعم الوحش ... إلخ. فيه فائدة فقهية إذ أن إطعام نحو الوحش قربة، وإلا لما فاخر به زيد بن علي #. قال رسول الله ÷: «في كل كبدة رطبة أجر».
(٤) في (أ): والمعتمرين.
(٥) في (أ، ب، د): بيساره.
(٦) أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه (ص ١٠٢ - ١٠٣)، والإمام المرشد بالله يحيي بن الحسين الشجري في الأمالي الاثنينية (خ).
(٧) للخبر سند آخر غير ما ذكر وهو: أخبرنا محمد بن جعفر القرداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده $ قال: ... إلخ، وهذا السند هو سند الخبر التالي لهذا الخبر.
(٨) ساقط في (ب).