المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[(3) أبو طالب]

صفحة 199 - الجزء 1

  أسلم منهم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش والرمضاء إذا اشتد الحر، وكانت بنو مخزوم تخرج بعمار بن ياسر وأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة، فيعذبونهم برمضاء مكة، فيمرّ بهم رسول الله فيقول: «صبرا آل ياسر موعدكم الجنة»⁣(⁣١).

  فأمّا أمه فكانت تأبى إلّا الإسلام فقتلوها، فلما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية لمكانه من الله ø ومن عمه أبي طالب، قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم أحد عنده حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه»⁣(⁣٢)، فخرج المسلمون، وكانت أول هجرة، فكان عشرة أول من خرج⁣(⁣٣)، ثم خرج جعفر بن أبي طالب #، ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية⁣(⁣٤)، وولدت له عبد الله بن جعفر⁣(⁣٥) بأرض الحبشة، فأحسن النجاشي⁣(⁣٦) جوارهم.


(١) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٩٣)، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، كما أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء (١/ ٤٠٩ - ٤١٠) في ترجمة عمار، وابن حجر في الإصابة في ترجمة عمار أيضا، والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٨٨) وصححه ووافقه الذهبي، وصاحب منتخب كنز العمال (٥/ ٢٢٩).

(٢) نهاية الصفحة [٧٩ - أ].

(٣) كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة في رجب سنة خمس من النبوة، وكانت تتكون من (١٢) رجلا و (٤) نسوة.

(٤) هي أسماء بنت عميس بن معبد بن الحارث الخثعمية أم عبد الله من المهاجرات الأول. قيل: أسلمت قبل دخوله ÷ دار الأرقم، هاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمدا، وعونا، فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع واستشهد يوم مؤتة، تزوج بها أبو بكر فولدت له محمدا ثم تزوج بها الإمام علي # فولدت له يحيى وعونا، لها حديث في السنن الأربعة، عاشت بعد الإمام علي. انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٨٢ - ٢٨٧)، ابن سعد (٨/ ٢٨٠، ٢٨٥)، الاستيعاب (٤/ ١٧٨٤)، أسد الغابة (٧/ ١٤)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩)، الإصابة (١٢/ ١١٦)، شذرات الذهب (١/ ١٥، ٤٨).

(٥) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم السيد العالم، أبو جعفر القرشي الهاشمي الحبشي المولد، المدني الدار، الجواد بن الجواد، ذو الجناحين، له صحبة ورواية، روى عن عمه الإمام علي وعن أمه أسماء بنت عميس، حدث عنه أولاده: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، وأبو جعفر الباقر، وغيرهم، وهو آخر من رأى النبي ÷ وصحبه من بني هاشم، توفي سنة (٨٠ هـ)، وقيل: (٤ أو ٨٥ هـ) وقيل: سنة (٩٠ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٥٦ - ٤٦٢)، نسب قريش (٨١، ٨٢)، الاستيعاب (٨٨٠)، أسد الغابة (٣/ ١٩٨)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٦٣)، البداية والنهاية (٩/ ٣٣)، الإصابة (٢/ ٢٨٩)، تهذيب التهذيب (٥/ ١٧٠)، شذرات الذهب (١/ ٨٧).

(٦) هو: أصحمة ملك الحبشة معدود في الصحابة، وكان ممن حسن إسلامه، ولم يهاجر، توفي في حياة النبي ÷ فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، انظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٤٢٨ - ٤٤٣)، نسب قريش (٨١، ١٢٣، ١٢٤، ٢٥١، ٣٢٢)، تاريخ خليفة (٩٣)، التاريخ الصغير (١/ ٣)، أسد الغابة (١/ ١١٩)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٨٧) العبر (١/ ١٠)، مجمع الزوائد (٩/ ٤١٩ - ٤٢٠)، الإصابة (١/ ١٧٧)، كنز العمال (١٤/ ٣٣)، وصحيح البخاري (المناقب) والنسائي (الجنائز) وبقية كتب الحديث، سيرة ابن إسحاق (٢٠٠) وما بعدها.