[ثانيا: اللاتي لم يدخل بهن صلى الله عليه وآله سلم]
  شمعون بن زيد القرظية، عرض عليها الاسلام فأبت إلّا اليهودية فعزلها ثم أسلمت، فعرض عيها التزويج وضرب الحجاب، فقالت: بل تتركني في ملكك. فلم تزل في ملكه.
  وأسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث الكندي(١)، وكانت من أجمل نسائه، وأشبهن.
  [٨١] أخبرنا أحمد بن على - وكان أبوه قاضيا ليحيى بن الحسين - عن محمد بن يحيى بن الحسين عن أبيه أن أسماء بنت النعمان كانت عائشة بنت أبي بكر قالت لها: إن أردت أن تحظي عند رسول الله فإذا مد يده إليك فقولي: أعوذ بالله منك.
  ففعلت ما أمرتها، فصرف وجهه عنها، وقال: «أمن عائذ الله الحقي بأهلك»(٢).
  وكذلك فعل في زوجته جرينة بنت أبي أسيد(٣)، ولي عائشة وحفصة مشطها والقيام عليها.
  فقالت إحداهما: إن رسول الله يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما دخل عليها ÷ قالت: أعوذ بالله منك، قالت: فوضع كمه على وجهه واستتر وقال: «عذت معاذا»(٤) ثلاث مرات. ثم خرج، فأمر أبا أسيد(٥) أن يلحقها بقومها ويمتعها بثوبي كتان، فذكر أنها ماتت كمدا رحمها الله(٦).
(١) هي: أسماء بنت النعمان بن الجون بن شرحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شرحبيل بن النعمان بن كندة، أجمعوا أن رسول الله ÷ تزوجها، واختلفوا في قصة فراقه لها. انظر: الاستيعاب (٤ / ت ٣٢٦٦)، الإصابة (ت / ١٠٨١٥)، أسد الغابة (ت / ٦١٨٦)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٥٧)، الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع.
(٢) أخرجه ابن سعد (٨/ ١٠١، ١٠٤)، والدارقطني في السنن (٤/ ٢٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٣٩، ٣٤٢)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٤، ٣٥)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ٣٠٠)، والاستيعاب (٤/ ٣٤٩) في ترجمتها.
(٣) جرينة بنت أبي أسيد: انظر الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع، فقد أورد ذلك تفصيلا.
(٤) نهاية الصفحة [٨٦ - أ].
(٥) هو: أبو أسيد ثابت الأنصاري، وقيل: عبد الله بن ثابت، كان يخدم النبي ÷، انظر: الاستيعاب (٤ / ت ٢٨٧٣)، الإصابة (ت ٩٥٣٤)، تجريد أسماء الصحابة (٢/ ١٥٠)، تقريب التهذيب (٢/ ٣٩١)، الكنى والأسماء (١٦).
(٦) انظر: الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٧٦، ت ٣٤٦٢)، ابن ماجة (ح ٢٠٣٧)، مسند أحمد (٣/ ٤٩٨)، ابن سعد (٨/ ١٠٤)، الطبراني في الكبير (١٩/ ١٦٢)، الهيثمي (٤/ ٣٤٢)، وقد اختلف هل هي ما ذهب إليه المؤلف، أم أنها عمرة بنت يزيد الكلابية. انظر: الإصابة (٤/ ٣٦٨ ت ٧٦٣).