المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ^ وبعض أخبارها]

صفحة 212 - الجزء 1

  وكانت أولا تحت عتيق بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فخلف عليها بعده أبو هالة هند بن النباش بن زرارة التميمي⁣(⁣١) فولدت له هندا، وإخوتها⁣(⁣٢): نوفل والعوام - والد الزبير والسائب - بنو خويلد⁣(⁣٣)، وكان خويلد سيد بني عبد العزى، وكان هاشم سيد ولد عبد مناف.


(١) هو عتيق، أبو هالة: اختلف فيمن تزوجها أولا، فالزبير بن بكار ذهب إلى أنها كانت أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وذهب الجرجاني النسابة إلى أنها كانت عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان فولدت له هند، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله ÷، وقال قتادة: كانت خديجة عند عتيق بن عائذ ثم خلف عليها بعده أبو هالة هند بن زرارة النباش. انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ١١١)، الإصابة (٤/ ٢٨١ ت ٣٣٤)، نسب قريش (٢١، ١٠٧، ٢٣٠، ٢٣١، ٣٣٤)، الاستيعاب (٤/ ٣٧٩ ت ٣٣٤٧)، أسد الغابة (ت ٦٨٧٤)، ابن سعد (١/ ١٢٦) وما بعدها. وبعد هذا التوضيح البسيط أقول: نقل أصحاب السير والتراجم أنه ÷ لم يتزوج بكرا غير عائشة، أما خديجة فقد تزوجت قبله برجلين كما مر، ولها منهما بعضا من الأولاد: عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، وأبو هالة التميمي، واختلف بعد ذلك اختلافا كبيرا حول اسم أبي هالة هل هو النباش بن زرارة، أو عكرمة، أو عكاشة، أو هند، أو مالك، وهل هو صحابي أم لا، وهل تزوجته قبل عتيق، أو أنها تزوجت عتيقا قبله، ونقل عن ابن شهرآشوب: (وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص أن النبي ÷ تزوج بها وكانت عذراء)، ويؤكد ذلك ما في كتاب الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة راجع مناقب آل أبي طالب (١/ ١٥٩)، كما اختلف في كون هند هي التي ولدته خديجة هل هو ابن ذاك الزوج أو ذلك، فإن كان ابن عتيق فهو بالتالي أنثى، راجع الأوائل (١/ ١٥٩)، وقال: إن هندا هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت له محمد بن صيفي - وإلا فهي ذكر، وأنه هل قتل مع الإمام علي # في حرب الجمل أو مات بها بطاعون بالبصرة؟ والأمر فيه نظر لكثرة الاختلافات حول الموضوع، ومن يدري فلعل الأمر مما صنعته يد السياسة خصوصا في عصر بني أمية، انظر على سبيل المثال لا الحصر المصادر التالية لتتعرف من خلالها ملابسات الموضوع: الأوائل (١ / هامش ص ١٥٩)، الإصابة (١/ ٢٩٣، ٥٤٢، ٣٣٥ - ٣/ ٦١١، ٦١٢)، نسب قريش لمصعب (٢٢)، السيرة الحلبية (١/ ١٤٠)، قاموس الرجال (١٠/ ٤٣١)، أسد الغابة (٥/ ١٢، ١٣، ٧١)، الاستغاثة (١/ ٧٠)، الأوائل لأبي هلال العسكري (١/ ٣١١ - ٣١٢)، طبقات ابن سعد (٨/ ١٩٣)، الصحيح من سيرة المصطفى (٢/ ١٢١ - ١٢٦).

(٢) إخوة خديجة هم: عدي بن خويلد وبه كان يكنى، وأمه وأم حزام والعوام ورقيقة: مينة بنت الحارث بن جابر بن وهب.

الثاني: نوفل وهذا الذي قتله ابن أخيه الزبير بن العوام يوم بدر، وكان يقال له: أسد قريش، وأسد المطلبين، وروي عنه ÷ قوله يوم بدر: «اللهم اكفنا ابن العدوية» يعني نوفلا، وكانت أمه من عدي بن خزاعة، وتقول عامة الرواية: إن أمير المؤمنين # قتله، وله من الولد الأسود.

الثالث: العوام بن خويلد، وهو والد الزبير، وله من الولد الزبير، والسائب، ومالك، وعبيد الله، والحارث، وصفوان، وبعكك، ويملك، وأصرم.

الرابع: حزام بن خويلد، وله من الولد: حكيم وخالد، ومن الإناث: خديجة بنت خويلد أم المؤمنين زوج النبي ÷ وأم أولاده، وهالة أم أبي العاص بن الربيع صهر النبي ÷، ورقيقة أم أميمة بنت بحار بن عمير من بني تميم بن مرة، انظر: جمهرة أنساب العرب (١٢٠ - ١٢١)، وينظر الفهارس العامة للكتاب المذكور، ونسب قريش ص (٢٢٨ - ٢٣٠)، راجع الفهارس أيضا.

(٣) هو خويلد بن أسد بن عبد العزى، أمه زهرة بنت عمرو بن حيتر بن روبية بن هلال من بني كاهل بن أسد بن خزيمة، له من الأولاد (٧) وهم: عدي وبه كان يكنى، وحزام والعوام ورقيقية ونوفل وخديجة وهالة، وكان خويلد على بني عبد العزى وبني عبد ابني قصي يوم الفجار، وفي ولده البيت والعدد. انظر: جمهرة أنساب العرب (١٢٠ - ١٢٢)، نسب قريش ص (٢٢٨، ٢٢٩، ٢٣٠).