المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ذكر مارية القبطية]

صفحة 217 - الجزء 1

  [وفاة خديجة & وأبي طالب]⁣(⁣١)

  [٨٦] أخبرنا⁣(⁣٢) أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن ابن إسحاق عن أصحابه أن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد، وذلك قبل هجرة النبي ÷(⁣٣) إلى المدينة بثلاث سنين، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة، وكانت في أمره وزيرة صدق على الإسلام يسكن إليها.

  ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب⁣(⁣٤).

  قال ابن إسحاق:(⁣٥) وحدثني هشام بن عروة عن أبيه أن سفيها من سفهاء قريش نثر على رسول الله ترابا فدخل بيته، فقامت إحدى بناته تغسل عنه التراب وتبكي.

  فقال رسول الله: «يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك»، ثم قال: «ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب»⁣(⁣٦).


(١) توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنوات، وتوفي أبو طالب بعدها بخمس وثلاثين ليلة، وقيل: بل توفيت بعده بثلاثة أيام، وأن وفاته كانت بعد نقض الصحيفة بثمانية أشهر وواحد وعشرين يوما، انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٣٤٠ - ٣٥٣)، وسيرة ابن هشام (٢/ ٥٧ - ٦٠)، سيرة ابن إسحاق (٢٢٠ - ٢٢٩)، الرحيق المختوم (١١٢ - ١١٣)، البداية والنهاية (٣/ ١٢٧) وما بعدها.

(٢) السند هو: حدثنا أبو أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا هارون بن المبارك، قال: حدثنا علي بن مهران، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق.

(٣) نهاية الصفحة [٨٩ - أ].

(٤) يسمى العام الذي توفي فيه أبو طالب وخديجة & بعام الحزن؛ إذ أنه في السنة العاشرة من البعثة توفي الأول: - أبو طالب - وبوفاته فقد رسول الله ÷ نصيرا قويا عزيزا وفيا، كان نعم الحامي والمدافع ورائد قوافل التضحية والفداء في سبيل ابن أخيه وسبيل الحق والدين الجديد، ثم بعد وفاته بمدة وجيزة - قيل: بثلاثة أيام، وقيل: بعده بحوالي شهر توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد صلوات الله وسلامه عليها، والتي تعتبر أفضل أزواج رسول الله ÷ وأحسنهن سيرة وأخلاقا وأفضلها إلى قلبه. انظر: السيرة الحلبية (١/ ٣٤٦)، السيرة لابن كثير (٢/ ١٣٢)، البداية والنهاية (٣/ ١٢٧)، التنبيه والإشراف (٢٠٠)، وصحيح البخاري (٢/ ٢٠٢)، كتاب عائشة للعسكري (٤٦) وما بعدها، سيرة مغلطاي (٢٦)، تاريخ الخميس (١/ ٣٠١)، المواهب اللدنية (١/ ٥٦)، السيرة النبوية لدحلان (١/ ١٣٩) ط دار المعرفة، أسنى المطالب (٢١)، ينابيع المودة (١/ ١٦٧ - ١٦٨)، وقد توفيت خديجة & في شهر رمضان لعشر خلون منه قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: توفيت سنة عشر - كما سبق - بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ولم تكن صلاة الجنازة قد شرعت.

(٥) أي: محمد بن إسحاق صاحب السيرة، وهو راوي الرواية السابقة، والسند هو: حدثنا أبو أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا هارون بن المبارك، قال: حدثنا علي بن مهران، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه.

(٦) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٥١ - ٣٥٢)، وابن إسحاق (ص ٢٢٣).