المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[اجتماع كفار قريش بدار الندوة وأمر الله تعالى لرسوله بالهجرة]

صفحة 225 - الجزء 1

[اجتماع كفار قريش بدار الندوة وأمر الله تعالى لرسوله بالهجرة]⁣(⁣١)

  فلما رأت قريش أن المهاجرين قد نزلوا دارا، وأصابوا بها منعة، حذروا خروج رسول الله إليهم، فاجتمعوا⁣(⁣٢) إلى دار النّدوة دار قصيّ بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلّا فيها.

  قال ابن إسحاق⁣(⁣٣): حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس أنهم غدوا إليها في اليوم الذي اتعدوا له، فاعترضهم إبليس، فقال قائل منهم: احبسوه في الحديد يعنون النبي ÷ وأغلقوا عليه بابا.

  فقال إبليس: لا والله ما هذا برأي لئن حبستموه ليرقينّ أمره إلى أصحابه، وفي نسخة: ليرجعن، فلأوشك أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم.

  فقال قائل⁣(⁣٤): ننفيه من بلدنا فلا نبالي أين ذهب.

  قال إبليس: ما هذا لكم برأي، ولو فعلتم ما أمت أن يحل على حي فيبايعونه فيسير إليكم بهم⁣(⁣٥).

  فقال أبو جهل: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة شابا نسيبا، ثم يعطى كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يضربوه ضربة رجل واحد فيقتلونه، فيتفرق دمه في القبائل⁣(⁣٦).

  فقال إبليس: القول ما قال هذا الرجل، فتفرقوا على ذلك.

  فأتى جبريل رسول الله فقال له: لا تبت هذه الليلة على فراشك.


(١) انظر: الرحيق المختوم (١٥٣ - ١٥٥)، سيرة ابن هشام (٢/ ١٢٤ - ١٢٩)، رحمة العالمين: محمد سليمان بن المنصور فوري (١/ ٩٥، ٩٧، ١٠٢)، (٢/ ٤٧١)، السيرة الحلبية (٢/ ٤١)، والخبر كاملا ساقه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ١٢٤ - ١٢٩)، انظر: طبقات ابن سعد (١/ ٢٢٧ - ٢٣٨)، وصحيح البخاري (٥/ ٥٦)، الطبري (٢ / انظر الفهرس)، أنساب الأشراف (١/ ١٢٠)، الدرر لابن عبد البر (٨٠ - ٨٧)، عيون الأثر (١/ ٢٢١ - ٢٣١)، البداية والنهاية (٣/ ١٧٤ - ٢٠٤)، تاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٢١٨ - ٢٣٥)، النويري (١٦/ ٣٣٠)، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٤٦٥) وما بعدها، والسيرة الحلبية (٢/ ١٦) وما بعدها، البداية والنهاية (٣/ ١٦٨) وما بعدها.

(٢) نهاية الصفحة [٩٤ - أ].

(٣) السند هو: حدثنا أبو أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا هارون بن المبارك، قال: حدثنا علي بن مهران عن سلمة عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس.

(٤) القائل هو أبو الأسود: زمعة بن الأسود.

(٥) في (ب) ويسير بهم إليكم.

(٦) في (ب، ج، د): فيتفرق دمه في القبائل كلها.