المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[موقف الإمام علي # من بيعة أبي بكر]

صفحة 259 - الجزء 1

  فصاحت فاطمة: يا رسول الله، ما لقينا بعدك.

  فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف فحمل عليهم، فلما بصر به عياش قال لعمر: اتق الكلب، فألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه، وانتزع السيف من يده فضرب به حجرا فكسره⁣(⁣١).

  [١١١] أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي⁣(⁣٢) بإسناده عن عدي بن حاتم، قال: قالوا لأبي بكر: قد بايعك الناس كلهم إلّا هذان الرجلان: علي بن أبي طالب والزبير بن العوام.

  فأرسل إليهما، فأتي بهما وعليهما سيفاهما، فأمر بسيفيهما فأخذا، ثم قيل للزبير: بايع.

  قال: لا أبايع حتى يبايع علي.

  فقيل لعلي: بايع.

  قال: فإن لم أفعل فمه!؟

  فقيل⁣(⁣٣) له: يضرب الذي فيه عيناك.

  ومدوا يده، فقبض أصابعه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اشهد.

  فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما سيف الزبير فإنهم كسروه بين حجرين⁣(⁣٤)، وأما سيف علي فردوه عليه⁣(⁣٥).

  [١١٢] أخبرنا⁣(⁣٦) محمد بن جعفر الحداد السروي بإسناده عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال:


(١) الخبر أورده تفصيلا ابن أبي الحديد في شرح النهج (١/ ٢٩٢، ٣٠٦ - ٣٠٧، ٣١٠)، وحتى (٣١٥).

(٢) السند هو: أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شعبة - يعني النيروسي - قال: حدثنا القاسم بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مجلد عن داود بن جدبة الأزدي عن أبيه عن عدي بن حاتم. وهناك سند آخر سبق التنويه إليه.

(٣) أي رأسك.

(٤) نهاية الصفحة [١١٦ - أ].

(٥) انظر: شرح نهج البلاغة (١/ ١٥٠، ٢٩١) وما بعدها.

(٦) السند هو: أخبرنا محمد بن جعفر الحداد السروري، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم النجار قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا محمد بن بشير العبدي عن عبد الله بن عمر العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال ...