المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[حديث فاطمة & في نساء المهاجرين والأنصار]

صفحة 270 - الجزء 1

  [١٢٨] أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان البجلي بإسناده⁣(⁣١) عن أبي جعفر محمد # أنه سئل: كم عاشت فاطمة بعد رسول الله؟

  قال: أربعة أشهر، وتوفيت ولها سبع وعشرون سنة.

  وروينا عن جعفر #، كان لها ثمانية عشر سنة وسبعة أشهر⁣(⁣٢).

  [١٢٩] أخبرنا إبراهيم بن سليمان بن المرزبان السروي بإسناده عن أنس بن مالك قال:

  لما ماتت فاطمة بنت رسول الله دخل علي بن أبي طالب قبرها وهو يقول⁣(⁣٣):

  لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وكل الذي دون الممات قليل

  وإن افتقادي فاطما بعد أحمد ... دليل على أن لا يدوم خليل

  فلما حملت الجنازة قام علي # في المقبرة فقال: السلام عليكم يا أهل البلاء أموالكم قد قسمت⁣(⁣٤)، ودوركم قد سكنت، ونساؤكم قد نكحت، فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ «ثم ردّ على نفسه فقال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا، واصطفاه بالرسالة نجيا لو أذن لهم في الجواب»⁣(⁣٥) لقالوا وجدنا خير الزاد هو التقوى.


(١) سند الخبر هو: أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان البجلي قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا إسماعيل بن أبان العامري عن عمرو بن أبي المقداد عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي @ أنه سئل ... إلخ، وعند لفظ: بإسناده نهاية الصفحة [١٢٣ - أ]، تيسير المطالب. ص (٨٧).

(٢) انظر تيسير المطالب ص (٨٨) عن أبي جعفر محمد بن علي @.

(٣) الأبيات في ديوانه # ص (٨٤) هكذا:

أرى علل الدنيا عليّ كثيرة ... وصاحبها حتى الممات عليل

لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وكل الذي دون الممات قليل

وإن افتقادي واحدا بعد واحد ... دليل على أن لا يدوم خليل

(٤) في (ب، ج): أما أموالكم فقد قسمت.

(٥) في (أ، د) وفي رواية أخرى أنه قال: أما أنهم لو تكلموا.