المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[عمال أمير المؤمنين #]

صفحة 296 - الجزء 1

  الأنصاري⁣(⁣١) على البحرين، وأبا قتادة على مكة، وكان أبو موسى الأشعري على الكوفة فنهض أهلها إليه فقالوا: ألا تبايع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فإن المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا على بيعته، فقال: أنتظر أن يأتيني كتابه فأنظر ما يصنع الناس، فلما رأوا أنه يتربص بهم، قام هاشم بن عتبة بن أبي وقاص⁣(⁣٢) فكلمه وقال: ما تنتظر بنا؟ قال: لا تعجلوا كتابه يأتينا، فقال هاشم: يا أيها الناس هذه يدي اليمنى لعلي بن أبي طالب وهذه اليسرى لي، وإني أشهدكم أني قد بايعته على ما بايعه عليه المهاجرون والأنصار، فلما فعله ابتدره الناس فبايعوه وبايعه أبو موسى.

  وكتب معاوية إلى علي أن أهل الشام قد أنكروا قتل عثمان، فظنوا بك أنك آخذهم بحبهم إياه وأنك إن استعملتني عليهم بايعوك، واطمأنوا إليك، فأبى علي أن يستعمله وأن يدخله في شيء من أمره، فلما رجعت الرسل إلى معاوية طلب النقض عليه، ووقع أمر طلحة والزبير، فأمسك عن البيعة لعلي، وطمع في الذي كان من ذلك⁣(⁣٣).

  [١٣٦] أخبرنا علي بن الحسين العباسى بإسناده عن محمد بن حبيب أن الشورى كانت بقية ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وولي عثمان سنة أربع وعشرين، فولي اثنتي عشرة سنة، ثم قتل صبيحة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة⁣(⁣٤)، ثم استخلف أمير المؤمنين علي # خمس سنين إلّا شهرين.


(١) نهاية الصفحة [١٤١ - أ].

(٢) هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص، يكنى أبا عمرو، أسلم يوم الفتح ويعرف بالمرقال كان من الفضلاء، شهد مع علي الجمل، وشهد صفين وأبلى فيها بلاء حسنا، وبيده كانت راية علي على الرحالة يوم الصفين وفيها استشهد، انظر: الاستيعاب (٤/ ١٠٧ - ١٠٨)، الإصابة (ت (٨٩٣٤)، أسد الغابة ت (٥٣٢٨)، العبر (١/ ٣٩)، طبقات خليفة (٨٣١)، مروج الذهب (٣/ ١٣٠)، تاريخ بغداد (١/ ١٩٦)، مرآة الجنان (١/ ١٠١) العقد الثمين (٧/ ٣٥٩)، شذرات الذهب (١/ ٤٦)، وقعة صفين (انظر فهارسه) ص (٥٨٥).

(٣) نهاية رسالة محمد بن عبد الله النفس الزكية، وفحوى الرسالة ذكره الكثير ممن ألف في كتب السير، والتراجم، وقد سبق التنويه إلى أهم تلك المراجع على سبيل الاختصار، ومن أراد التوسع فليراجع: الإمام علي بن أبي طالب (المجموعة الكاملة) للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود خصوصا المجلد الأول، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، في رحاب أئمة أهل البيت المجلد الأول. الجزء الأول ص (٣٣١،) وما بعدها، أعيان الشيعة (١/ ٤٣٧).

(٤) بويع لعثمان يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام بعد مؤامرة قصة الشورى المشهورة، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ذكره المدائني عن أبي معشر عن نافع، وقال المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان النهدي: قتل عثمان في وسط أيام التشريق، وقال ابن إسحاق: قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله ÷، وقال الواقدي: قتل عثمان يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة (٣٥ هـ)، وقيل: إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة، وقال الواقدي: وحاصروه تسعة وأربعين يوما، وقال الزبير: حاصروه شهرين وعشرين يوما، الاستيعاب (٣/ ١٥٩ - ١٦٠).