المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[كتاب عائشة إلى ابن صوحان]

صفحة 305 - الجزء 1

  الخالص زيد بن صوحان، أما بعد: إذا جاءك كتابي هذا فأقم في بيتك واخذل الناس عن علي حتى يبلغك⁣(⁣١) أمري، وليبلغني منك ما أسر به، فإنك من أوثق أهلي عندي والسلام.

  فلما قرأ كتابها قال: أمرت بأمر، وأمرنا بغيره، أمرت أن تجلس في بيتها وأن تقر فيه، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة، فركبت ما أمرنا وتأمرنا أن نركب ما أمرت به.

  [١٥٠] أخبرنا عيسى بن محمد العلوي بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى}⁣[الأحزاب: ٣٣] قال: كان يقال: تكون جاهلية أخرى⁣(⁣٢).

  [١٥١] [وأخبرنا أبو زيد العلوي بإسناده عن ابن راشد عن ابن مسعود]⁣(⁣٣) قال: قلت: يا رسول الله من يغسلك إذا مت؟

  قال: «يغسل كل نبي وصيه».

  قال: قلت يا رسول الله من وصيك؟

  قال: «علي بن أبي طالب».

  قلت: يا رسول الله كم يعيش بعدك؟

  قال: «ثلاثين سنة، وإن يوشع بن نون عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب «زوجة موسى»⁣(⁣٤)، وقالت: أنا أحق بالأمر⁣(⁣٥) منك، فقاتلها وقاتل مقاتلتها، وأسرها فأحسن أسرها، وإن بنت أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا، من أمتي فيقاتلها ويقتل مقاتلتها، ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها وفي صفراء أنزل الله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى}⁣[الأحزاب: ٣٣] يعني صفراء في خروجها على يوشع بن نون.


(١) في (أ): يأتيك.

(٢) انظر تأريخ الطبري (١/ ١١٣ - ١١٤)، وتفسيره المسمى: جامع البيان في تأويل القرآن (١٠/ ٢٩٤) وما بعدها - الأخبار (٢٨٤٧٨)، وحتى (٢٨٤٨٤).

(٣) في أصولي: قال: وحدثنا ابن راشد وبإسناده، أي: بإسناد أبي زيد العلوي عن ابن راشد عن ابن مسعود.

(٤) ساقط في (أ).

(٥) نهاية الصفحة [١٥١ - أ].