المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مقتل الإمام الحسن]

صفحة 350 - الجزء 1

  [١٨٣] أخبرنا⁣(⁣١) علي بن جعفر بإسناده عن هلال بن خباب أن الحسن # خطب بالمدائن فقال: يا أهل الكوفة والله لو لم تذهل نفسي عنكم إلّا لثلاث لذهلت: لقتلكم أبي، ولطعنكم فخذي، وانتهى بكم ثقلي.

  [١٨٤] وأخبرنا علي بن يزيد بإسناده عن عمير بن إسحاق: قال: دخلت أنا ورجلان على الحسن بن علي # نعوده، وجعل يقول لصاحبي: سلني قبل أن لا تسألني.

  فقال: يعافيك الله، فقام فدخل ثم خرج إلينا وقال⁣(⁣٢): ما خرجت إليكم حتى لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السّمّ مرات⁣(⁣٣) فما لقيت شيئا أشد⁣(⁣٤) من هذه المرة، وغدونا إليه من الغد فإذا هو في السوق⁣(⁣٥)، وجاء الحسين # فجلس عند رأسه فقال: يا أخي من صاحبك؟.

  فقال: لم، أتريد قتله؟.

  قال: نعم.

  قال: لا إن كان الذي أظن فالله أشد «نقمة»⁣(⁣٦) له، وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل بي بريء⁣(⁣٧).


(١) السند هو: أخبرنا علي بن جعفر بن خالد الرازي، قال: حدثنا ابن سلمة قال: حدثنا إبراهيم بن عمر بن الحسن الراشدي عن بكر بن عبد العزيز عن هلال بن خباب. والخبر أخرجه بسنده هذا الإمام أبو طالب صاحب تيسير المطالب ص (٢٠٧).

(٢) في (ب، ج): فقال.

(٣) في (أ): سقيت السم مرارا.

(٤) في (أ، د): فما لقيت شيئا أشد.

(٥) السوق بفتح سين مهملة وتسكين الواو: أي في لحظات الاحتضار، نزع الموت.

(٦) ساقط في (أ).

(٧) انظر المقاتل ص (٨١)، الغرى (٢/ ٤٧٣)، ففي مقاتل الطالبيين - بعد السند ما لفظه: وحدثني أبو عون أحمد بن عون عن عمير بن إسحاق - (وفي شرح النهج - عمران بن إسحاق) - واللفظ له قال: كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مرارا، ما سقيته مثل هذه المرة، ولقد لفظت قطعة من كبدي، فجعلت أقلبها بعود معي، فقال له الحسين: من سقاكه؟ فقال: وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله! إن يكن هو هو، فالله أشد نقمة منك، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء، انظر: مقاتل الطالبيين ص (٨١)، شرح النهج (١٦/ ٤٩ - ٥٠) الإرشاد في أسماء أئمة الهدى للشيخ المفيد، طبعة طهران ١٣٣٠ هـ ص (١٧٢)، تاريخ اليعقوبي. طبعة ليدن (١٨٨٣ م)، (٢/ ٢٠٠) صفة الصفوة لابن الجوزي. طبعة الهند (١٣٥٦ هـ) (١/ ٣٢٠)، تهذيب التهذيب طبعة الهند (١٣٢٥ هـ)، (٢/ ٣٢٠) تهذيب تاريخ ابن عساكر. طبعة دمشق (١٣٣٢ هـ) (٤/ ٢٢٦)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٧٣)، في ترجمة الحسن #، حلية الأولياء (٢/ ٣٨)، من طريق محمد بن علي.