تعيين أهل السنة والجماعة، وبيان أهل البدعة والفرقة
  وسنة نبيه ÷ هل تستقيم دعوى من يدعي اتباع السنة النبوية مع رفضهم للعترة المحمدية الموصى بهم في الأخبار المتواترة الضرورية، المطهرين من الرجس بنص الكتاب، المسئولة مودتهم على جميع ذوي الألباب، فما يكون الجواب على الله، ورسوله ÷ يوم العرض والحساب؟ وكيف يكون الحال، وأئمة تلك السنة المركون إليها الدعاة إلى النار في متواتر الأخبار؟ وهب أن هؤلاء الأعمار، خف عليهم ذلك الأصل المنهار، المؤسس على شفا جرف هار، فأي عذر لهم في الائتمام بالفجار، والمحاماة عن أعداء الله، وأعداء رسول الله ÷، والتولي والترضي عن أولئك الطغاة البغاة الأشرار، والنصب والرفض لنجوم آل محمد الأطهار، والسب والبغض لأولياء العترة الأبرار: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ١٦٥ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ١٦٥ وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[البقرة: آية ١٦٥ - ١٦٧].
  فتلك سنتهم على زعمهم التي ابتدعوها، وجماعتهم التي اتبعوها، وهي سنة المضلين، وجماعة الظالمين المخالفة لكتاب الله رب العالمين، وسنة سيد المرسلين عليهم الصلاة والسّلام، والمفارقة لجماعة وصية إمام المتقين، وأهل بيته قرناء الذكر المبين $، ولصحابة الرسول السابقين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين، {وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً}[النساء: ١١٥]، {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}[الجاثية: ١٩]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[ص: ٨٨]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ}[المائدة: ٥٦]، {قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ}[الأنبياء: ١١٢].
  ونرجو الله التوفيق إلى أقوم طريق بفضله وكرمه، والله أسأل أن يصلح العمل ليكون من