المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[دعوة الوليد بن عتبة للحسين ولابن الزبير للمبايعة ليزيد]

صفحة 359 - الجزء 1

  وعشرين ركعة ودعا واستخار الله، ثم أقبل نحو الوليد حتى انتهى إلى الباب، فأذن له، فدخل فسلم فرد الوليد عليه، وقال: هذا كتاب أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.

  فنظر فيه الحسين، وقال: ننظر فانظرني.

  قال: انصرف حتى تأتينا مع الناس.

  فقال مروان وهو عنده: والله لئن فارقك ولم يبايع الآن لم تقدر عليه أبدا، فاحبسه⁣(⁣١) حتى يبايع أو تضرب عنقه.

  فقال الحسين: يا بن الزرقاء، هذا يقتلني وأنت معه⁣(⁣٢).

  قال الوليد: ويحك يا مروان، ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بقتل الحسين بن علي، وصرفهما وأنّبه مروان فندم على صرفهما، وأرسل إليهما، فأما ابن الزبير فبعث بأخيه جعفر⁣(⁣٣) حتى ليّن الوليد على إتيانه، فلما جنه الليل هرب مع أخويه مصعب والمنذر⁣(⁣٤).


(١) في (أ): أحبسه.

(٢) في ابن الأثير: يا بن الزرقاء أأنت تقتلني أم هو، كذبت والله ولؤمت، تاريخ ابن الأثير (٣/ ٢٦٤)، حياة الحسين (٢/ ٢٥٥).

(٣) هو جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، كان أصغر ولد الزبير، وأمه تسمى زينب من بني قيس بن ثعلبة، روى عن الزبير، وعنه أولاده: شعيب، ومحمد وأم عروة، وهشام بن أبي ذئب، هشام بن عروة، وأم جعفر، وكان شاعرا مجيدا، وكان مع عبد الله - أخيه - في حروبه، وعاش بعده زمانا، انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٤٧٨)، تهذيب التهذيب (٢/ ٩٢ ت ٩٩٤).

(٤) هو المنذر بن الزبير ولد زمن عمر، وكان ممن غزى القسطنطينية مع يزيد، قتل أيام أن حاصر الشاميون ابن الزبير سنة أربع وستين، قيل: عاش أربعين سنة، انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٨١)، طبقات ابن سعد (٥/ ١٨٢)، نسب قريش (٢٤٤، ٢٤٥)، المحبر (٧٠، ١٠٠، ٤٤٨)، جمهرة أنساب العرب (١٢٣)، تاريخ الإسلام (٣/ ٨٦)، البداية والنهاية (٨/ ٢٤٦)، العقد الثمين (٧/ ٢٨٠). أما مصعب: فهو مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أمير العراقين، أبو عيسى، وأبو عبد الله، لا رواية له، حارب المختار وقتله، وكان سفاكا للدماء، سار لحربه عبد الملك بن مروان، وأمه هي: الرباب بنت أنيف الكلبية، قتل منتصف جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وله أربعون سنة، انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ١٨٢)، طبقات خليفة (ت ٢٠٦٧) تاريخ البخاري (٧/ ٣٥٠)، الأخبار الموفقيات (٥٢٥) وما بعدها، المعارف (٢٢٤)، الأغاني (١٩/ ١٢٢)، (ط) طار الكتب المصرية، تاريخ بغداد (١٣/ ١٠٥)، تاريخ الإسلام (٣/ ٢٠٨)، سير أعلام النبلاء (٤/ ١٤٣)، تحقيق د. حسان عباس، البداية والنهاية (٧/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، تاريخ الطبري حوادث سنة (٧١ هـ) وما قبلها)، ومثله الكامل لابن الأثير، وكذا البداية والنهاية.