المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[الروافض]

صفحة 391 - الجزء 1

  [١٩٩] وأخبرنا أبو الطيب أحمد بن فيروز الكوفي بإسناده عن يحيى بن الحسين⁣(⁣١) بن القاسم بن إبراهيم $ قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: لما ظهر زيد بن علي # دعا الناس إلى نصرة الحق فأجابته الشيعة، وكثير من غيرها، وقعد قوم عنه وقالوا له: لست أنت الإمام.

  قال: فمن هو؟

  قالوا: ابن أخيك جعفر.

  قال لهم: إن قال جعفر أنه الإمام فقد صدق فاكتبوا إليه وسلوه.

  قالوا: الطريق مقطوع ولا نجد رسولا إلّا بأربعين دينارا.

  قال: هذه أربعون دينارا فاكتبوا.

  وأرسلوا إليه، فلما كان من الغد أتوه فقالوا: إنه يداريك.

  قال: ويلكم إمام يداري من غير بأس أو يكتو حقا، أو يخشى في الله أحدا!؟

  فاختاروا مني أن تقاتلوا معي وتبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين $، أو تعينوني بسلاحكم وتكفوا عني ألسنتكم.

  قالوا: لا نفعل.

  قال: الله أكبر، أنتم والله الروافض الذي⁣(⁣٢) ذكر جدي رسول الله قال: «سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي، ويقولون: ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم ويتبعون أهواءهم»⁣(⁣٣).


(١) نهاية الصفحة [٢١١ - أ].

(٢) في (ب، ج): أنتم والله الروافض التي.

(٣) سبق التنويه، انظر: تاريخ الطبري (٥/ ٤٩٨) وما بعدها، الفتوح (٨/ ١١٦ - ١١٧). ابن الأثير (٥/ ١١٤)، والحديث له شواهد في كتب الحديث إذ وردت عن رسول الله ÷ أحاديث عده في الرافضة، ومن ذلك نورد ما يلي:

أ - عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «سيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة، إن لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون»، قلت: يا نبي الله ما العلامة فيهم، قال: «يقرظونك بما ليس فيك، ويطعنون على أصحابي ويشمتونهم» أخرجه ابن أبي عاصم في السنة وابن شاهين.

ب - عن علي # قال: قال رسول الله ÷ «يا علي ألا أدلك على عمل إذا فعلته كنت من أهل الجنة، وإنك من أهل الجنة إنه سيكون بعدي أقوام يقال لهم الرافضة، فإن أدركتهم فأقتلهم فإنهم مشركون. قال علي: سيكون بعدنا أقوام يستحلون مودتنا، يكونون عليها مارقة، وآية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر» أخرجه خيثمة بن سليمان الطرابلسي في فضائل الصحابة، واللالكائي في السنة، وانظر: منتخب كنز العمال (٥/ ٤٨٥ - ٤٨٦).