المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[موقف والي خراسان من يحيى بعد قدومه]

صفحة 417 - الجزء 1

  معه من الكوفة - فأتي به نصر بن سيار فحبسه⁣(⁣١)، وكتب إلى يوسف بن عمر يخبره الخبر.

  فكتب الوليد إلى نصر بن سيار يأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل من معه، فدعا نصر بن سيار بيحيى بن زيد فأمره بتقوى الله وحذره من الفتنة، ووصله بألف درهم، وحمله على بغلين، وأمره أن يلحق بالوليد بن يزيد، فأقبل يحيى بن زيد # ومن معه حتى نزل بسرخس فأقام بها وعليها عبد الله بن قيس⁣(⁣٢) فكتب إليه نصر بن سيار يأمره بإشخاصه عنها، وكتب إلى الحريش بن يزيد التميمي⁣(⁣٣)؛ وكان من أشراف تميم⁣(⁣٤)؛ وكان عامله على طوس⁣(⁣٥) «يأمره»⁣(⁣٦) إذا مرّ به يحيى بن زيد # أن يشخصه، ولا يذره⁣(⁣٧) يقيم بطوس، وأن لا يفارقه حتى يؤديه إلى عمرو بن زرارة⁣(⁣٨)، وكان عامله على أبر شهر، فأشخصه


(١) في بعض الروايات: فحبسه وقيّده وجعله في سلسلة، وكتب إلى يوسف، انظر: مقاتل الطالبيين (١٤٧)، تاريخ الطبري (٨/ ٣٠٠).

(٢) هو: عبد الله بن قيس بن عباد البكري، عامل سرخس من قبل نصر بن سيّار صاحب خراسان. له مواقف سيئة مع صاحب الترجمة - يحيى بن زيد #، انظر: مقاتل الطالبيين ص (١٤٨ - ١٤٩)، الكامل لابن الأثير (٤/ ٢٥٩)، تاريخ الطبري (٥/ ٥٣٦).

(٣) في رواية الحسن بن زيد التميمي، عامل طوس، وقيل: الحريش بن عمرو بن داود، والحسن بن زيد التميمي كان على رأس بني تميم. انظر تاريخ الطبري (٥/ ٥٣٦).

(٤) هي قبيلة بني تميم بن مر، من العدنانية، تنسب إلى تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة حتى يتصلوا بالبحرين، وانتشرت إلى العذيب من أرض الكوفة، تمتاز هذه القبيلة بتاريخها الحربي في الجاهلية والإسلام، انظر: معجم قبائل العرب (١/ ١٢٦ - ١٣٣).

(٥) مدينة بخراسان، وبينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ، تشتمل على بلدتين يقال لأحدهما الطابران وللأخرى نوقان، وبها توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين #، انظر: معجم البلدان (٤/ ٤٩ - ٥٠)، الروض المعطار (٣٩٨ - ٤٠٠)، نزهة المشتاق (٢٠٩).

(٦) ساقط في (أ).

(٧) في (ج، ب): يدعه.

(٨) هو: عمرو بن زرارة، كان على أبر شهر أميرا، حاول استمالة الإمام يحيى بن زيد فأعطاه ألف درهم نفقة له، وأرسله إلى بيهق، وبعدها خرج الإمام يحيى بن زيد في سبعين رجلا، وقاد عمر بن زرارة جيشا في عشرة آلاف، ودارت بينهما حرب، فقتله الإمام يحيى واستباح عسكره، انظر: مقاتل الطالبيين ص (١٤٨، ١٤٩، ١٥٠)، الكامل لابن الأثير (٤/ ٢٥٩)، تاريخ الطبري (٥/ ٥٣٧).