المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[مكاتباته ودعوته]

صفحة 429 - الجزء 1

  وقد نجم الجور وخولف الكتاب الذي به هدي واهتداء، وأميتت السنة، وأحييت البدعة، ونحن ندعوكم أيها الناس إلى: الحكم بكتاب الله، وإلى العمل بما فيه، وإلى إنكار المنكر وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونستعينكم على ما أمر الله به في كتابه، من المعاونة⁣(⁣١) على البر والتقوى.

  واعلموا أيها الناس أنكم غير مصيبي الرشد بخلافكم لذرية نبيكم⁣(⁣٢) ÷، ووضعكم⁣(⁣٣) الأمر في غير محله، فعازت لأحدكم⁣(⁣٤) بعد جماحها⁣(⁣٥)، وتفرقت جماعتكم بعد اتساقها، وشاركتم⁣(⁣٦) الظالمين في أوزارها لترككم التغيير على أمرائها، ودفع الحق من الأمر إلى أوليائه، فلا سهمنا وفيناه، ولا تراثنا أعطيناه، وما زال يولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا في القهر ويموت ميتنا بالذل والقهر والقتل بمنزلة بني اسرائيل، تذبح أبناؤهم وتستحيا نساؤهم، ويولد مولودهم في المخافة، وينشأ ناشئهم في العبودية، وإنما فخرت قريش على سائر الأحياء بمحمد ÷ ودانت العجم للعرب بادعائها لحقنا، والفخر بأبينا ÷ ثم منعنا حقه، ودفعنا عن مقامه، أما والله لو رجوا التمكين في البلاد والظهور على الأديان، وتناول الملك بخلاف إظهار التوحيد، وبخلاف الدعوة إلى محمد ÷ والإذعان منهم بالقرآن، لاتخذوا أساطير⁣(⁣٧) مختلقة بأهوائهم، وعبدوا الأوثان بآرائهم، ولاتخذوا⁣(⁣٨) من أنفسهم زعيما.

  فاتقوا الله عباد الله، وأجيبوا إلى الحق، وكونوا عليه أعوانا لمن دعاكم إليه، ولا تأخذوا بسنة بني إسرائيل إذ كذبوا أنبياءهم، وقتلوا ذريتهم على أنها سنة كسنة تركبونها وعروة بعد عروة تنكثونها وقد قال الله جل ثناؤه في كتابه: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}⁣[الانشقاق: ١٩].


(١) في (ب، ج): على المعاونة.

(٢) في (د، أ): لذريته فقط.

(٣) في (د) ووضع.

(٤) في (أ، ب، ج): فغارت عين أحدكم.

(٥) في (أ): جموحها.

(٦) في (ب، ج، د): وشركتم.

(٧) في (أ) أساطير الأولين ونهاية الصفحة [٢٣٣ - أ].

(٨) في (أ): لا تجدوا.