المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استشهاده #]

صفحة 443 - الجزء 1

  وذكر في آخر هذا الكتاب⁣(⁣١):

  ولست أراه يسعني إلّا مجاهدتك، فإن الله أراح منك وعجل النقمة من حزبك وأشياعك في عاجل الدنيا فذاك ظني به⁣(⁣٢)، وإن يؤخرك فإن موعدك الساعة {وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ}⁣[القمر: ٤٦](⁣٣)، وأنا على بصيرة من أمري، وماض على ما مضى عليه سلفي وأشياعهم الذين ذكرهم الله فقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}⁣[الأحزاب: ٢٣] ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، {وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}⁣[إبراهيم: ١٢].

  [١٤] حدثنا⁣(⁣٤) أبو العباس بإسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله: «أول شيعة يدخلون الجنة أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي محمد بن عبد الله».

[استشهاده #]

  [١٥] قال مؤلف هذا الكتاب أبو الحسن: وحدثني السيد أبو الفضل يحيى بن الحسين أيده الله بطاعته أن أبا جعفر وجه عيسى بن موسى في أربعة آلاف رجل، وقال: إنك سترد على حرم رسول الله وجيران قبره، فإن قتل محمد أو أخذ أسيرا فلا تقتل أحدا وارفع السيف، وإن طلب محمد الأمان فاعطه، وإن قاتل واشتمل عليه أهل المدينة فاقتل من ظفرت به منهم.


(١) في (أ): آخر هذا الجواب. وقد ذكر المستشرق الإيطالي تريني أن هذه الرسالة الدامغة للإمام النفس الزكية موجودة في مخطوط (زهرة العيون وجلاء القلوب) لمؤلفه التبريزي، وهي كما ترى هنا، وقد تجاهلتها بعض المصادر التاريخية جهلا أو عمدا بقصد نصرة رأي المنصور أو الخوف من السلطة العباسية، انظر: بحوث في التاريخ العباسي. لفارق عمر ط (١) دار القلم بيروت: (١٩٧٧ م).

(٢) في (ج): فذلك ظني به.

(٣) نهاية الصفحة [٢٤٧ - أ].

(٤) السند لعله: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا علي بن منذر قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا محمد بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس.