المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروجه وبيعته #]

صفحة 446 - الجزء 1

  أبي واسمها عفيفة بنت مهاجر قالت: رأيت إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ~ يوم ظهر بالبصرة ومعه الناس فمر بباب دارنا في المربد⁣(⁣١)، قالت: فرأيت رجلا آخذ بعنان فرسه، فقال له: يا ابن رسول الله اتفل في يدي أمسح بها وجهي⁣(⁣٢) عسى الله أن يصرف وجهي عن النار.

  قالت: فقال له إبراهيم #: خل يدك عن عنان الفرس، إنما تجزى بعملك، إنما تجزى بعملك⁣(⁣٣).

  [١٧] حدثنا أبو العباس الحسني بإسناده عن جعفر بن إبراهيم الجعفي قال: لما كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ~ وآله يقاتل الطغاة بباخمرى⁣(⁣٤) سمع رجلا من الزيدية، وقد ضرب رجلا من القوم على رأسه وقال: خذها إليك وأنا الغلام الحداد، فقال إبراهيم #: لم تقول أنا الغلام الحداد؟ قل: أنا الغلام العلوي، فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}⁣[إبراهيم: ٣٦]، فأنتم والله منا ونحن منكم لكم ما لنا وعليكم ما علينا.

  [١٨] قال: وحدثنا أبو العباس بإسناده⁣(⁣٥) قال: قيل لإبراهيم بن أبي يحيى المدني: قد رأيت محمدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن ª، فأيهما كان أفضل؟


(١) هو مربد البصرة، ومن أشهر محالها بينهما نحو ثلاثة أميال، وكان يكون سوق الإبل فيه قديما، ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس، وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء، وينسب إلى المربد جماعة الرواة، انظر: معجم البلدان (٥/ ٩٧ - ٩٩).

(٢) نهاية الصفحة [٢٤٩ - أ].

(٣) يؤيد ذلك قوله ÷ لفاطمة الزهراء: «يا فاطمة بنت رسول الله اعملي لله خيرا فإني لا أغني عنكم من الله شيئا يوم القيامة»، انظر: منتخب كنز العمال (٦/ ٤١٥ - ٤١٦).

(٤) موضع بين الكوفة وواسط، وهو أقرب إلى الكوفة، وبين باخمرى والكوفة (١٧) فرسخا، انظر: معجم البلدان (١/ ٣١٦).

(٥) السند في (ب): حدثنا أبو العباس، قال: أخبرني أبو أرطاة بن حبيب الأسدي، والقصد هنا: أي بإسناده السابق عن الجعفي.