المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[جهاده واستشهاده #]

صفحة 450 - الجزء 1

  فزارة كان ينظر إلينا في يومنا هذا، وأنشد⁣(⁣١):

  ألمت سعاد وإلمامها ... أحاديث نفس وأسقامها

  يمانية⁣(⁣٢) من بني مالك ... تطاول في المجد أعمامها

  وإن لنا أصل جرثومة ... ترد الحوادث أيامها

  ترد الكتيبة مذمومة ... بها أفنها وبها ذامها

  قال: وجاء سهم غائر⁣(⁣٣) فشغله عني⁣(⁣٤).

  [٢٠] حدثنا أبو العباس الحسني بإسناده عن المفضل الضبي، قال: كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ~ واقفا يوم قتل، فقال لي: حرّكني بشيء، فأنشدته:⁣(⁣٥)

  ألا أيها الناهي فزارة بعد ما ... أجدت بسير إنما أنت حالم

  أبى كل ذي وتر يبيت بوتره⁣(⁣٦) ... ويمنع منها النوم إذ أنت نائم

  قفوا وقفة من يحيا لا يخز⁣(⁣٧) بعدها ... ومن يخترم لا تتبعه اللوائم

  قال: فقال لي: أعده، فانتبهت وندمت على إنشادي إياها، فقلت: أو غير ذلك، فقال: لا بل أعده، فأعدته، فكان آخر العهد به ~(⁣٨).


(١) الأبيات في مقاتل الطالبيين ص (٣٢٢) مع بعض الاختلافات في بعض ألفاظها. وعويف، وقيل: عوف بن معاوية بن عقبة بن حصن، توفي سنة (١٠٠ هـ / ٧١٨ م)، وقيل: ابن عقبة بن عيينة، المشتهر بعويف القوافي.

(٢) في (ج): ثمانية.

(٣) الغائر كل ما أعلّ العين، ومن السهام ونحوها: الطائش لا يدري راميه، يقال: أصابه سهم أو مقذوف غائر، المعجم الوسيط، مادة (غار، أغور)، وقوله في البيت: بها أفنها، الأفن: ضعف الرأي، وآلام: العيبة والنقص.

(٤) وفي مقاتل الطالبيين: وأتاه سهم غائر فقتله، وكان آخر عهدي به ص (٣٢٣)، انظر: مقاتل الطالبيين ص (٣١٩ - ٣٢٣)، الأغاني (١٩٠ - ١٩٣).

(٥) نهاية الصفحة [٢٥٢ - أ].

(٦) شطر البيت في (أ): أبى كل ذي وتر بيت وتره.

(٧) في (أ): يحز.

(٨) في مقاتل الطالبيين: فقال: أعد، وتبينت (وفي نسخ أخرى: وتبلبلت) - في وجهه أنه سيقتل، فتنبهت وندمت، فقلت: أو غير ذلك؟ قال: لا بل أعد الأبيات، فأعدتها، فتمطى على ركابيه فقطعهما، وحمل، فغاب عني، وأتاه سهم غائر فقتله، وكان آخر عهدي به، مقاتل الطالبيين (٣٢٣)، الأغاني (١٩/ ١٩٠ - ١٩٣).