المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تجهيز أبي جعفر السفاح جيشا لقتال صاحب الترجمة]

صفحة 452 - الجزء 1

  [٢٣] «وحدثنا السيد»⁣(⁣١) الفضل يحيى بن الحسين: وأقام إبراهيم بن عبد الله بالبصرة، فلما كان ليلة الفطر أتاه خبر قتل محمد⁣(⁣٢)، فكتمه حتى شاع في الناس، وقدم عليه الحسين وعيسى ابنا زيد بن علي من المدينة فخرج إلى المسجد فصلى بالناس وخطب وقرأ: {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...} الآية [آل عمران: ١٤٤]، «ثم نزل»⁣(⁣٣) وجلس للتعزية، فعزاه الناس⁣(⁣٤).

[تجهيز أبي جعفر السفاح جيشا لقتال صاحب الترجمة]

  فلما فرغ أبو جعفر من محمد بن عبد الله جهز جيشا ينفذه إلى البصرة وضم إليه سلم بن قتيبة، فبلغ إبراهيم انفصالهم، فأجمع للمسير إليهم، فقال له المضاء بن القاسم⁣(⁣٥): لا تفعل، وأقم مكانك⁣(⁣٦) ووجه الجنود، فأبى وسار نحوهم بنفسه، واستخلف ابنه الحسن بن إبراهيم على البصرة.

  فلما انتهى إبراهيم يريد عيسى بن موسى، ومع إبراهيم أحد عشر ألفا وسبعمائة فارس والبقية رجّالة فتأهبوا للقتال، وقاتلوا، وصبر الفريقان واقتتلوا قتالا شديدا، وانهزموا وقد استعلوا على أصحاب عيسى، أدركهم جعفر بن سليمان من خلفهم وحمل على أصحاب إبراهيم فانهزم أصحاب إبراهيم وأخذوا يمنة ويسرة، فجاء بشير الرحال إلى إبراهيم، فقال: ما ترى؟ قال إبراهيم: قد ذهب الناس، ومن رأيي مصابرة القوم إلى أن يحكم الله فيّ أمره ونادى أصحابه، فاجتمع إليه نفر من أصحابه، فاقتلوا أشد قتال، فقتل إبراهيم رحمة الله عليه وجماعة معه⁣(⁣٧).


(١) في أصولي: قال السيد.

(٢) في (ب، ج، د): أتاه قتل محمد، ومحمد هو النفس الزكية، انظر مقاتل الطالبيين ص (٢٩٤) وما بعدها.

(٣) ساقط في (أ).

(٤) انظر مقاتل الطالبيين ص (٢٩٤) وما بعدها.

(٥) هو المضاء بن القاسم الجزري، انظر: مقاتل الطالبيين (٢٧٥، ٢٧٩، ٢٩٦)، الكامل (٥/ ١٧).

(٦) في (ب، ج، د): بمكانك.

(٧) انظر: تاريخ الطبري (٦) حوادث سنة (١٤٥ هـ)، والحدائق الوردية (١/ ١٧٢)، مقاتل الطالبيين، ص (٢٧٢) وما بعدها.