[خروجه من الكوفة وسفره إلى المدينة وبيعته]
  فقال المهدي للمعلا(١): لا تحدث فيها حدثا، فدعا بشار البرقي فأتاه فأنفذه إلى الحسين، فقدم به عليه، فلما وصل إلى المهدي سأله عن أمر العين وشراء المعلّى إياها، فأقر له به، ولم يختلف قوله وقول المعلّى في أمرها.
  وقال الحسين: يا أمير المؤمنين، والله ما بقيت لي خضراء ولا عذق غيرها إلّا صدقات علي والحسن والحسين(٢)، وإن عليّ الثمن الذي بعتها به(٣)، ولو لا إلحاح الغرماء ما بعتها.
  فقال له المهدي: أتدّان بسبعين ألف دينار، أما تتقي الله قد أهلكت نفسك(٤).
  فقال الحسين - وكان بليغا منطيقا: وما سبعون ألف دينار يا أمير المؤمنين وأنا ابن رسول الله وابن عم أمير المؤمنين وشريكه في نسبه وشرفه؟
  فقال له المهدي: ردّ الله عليك عينك، وقضى عنك دينك.
  ثم أقبل على عمر بن بزيغ(٥) فقال: يا عمر ادفع إليه سبعين ألف دينار، وأمره بالانصراف إلى منزله، فلما خرج من عنده أقبل الربيع على(٦) المهدي فقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تثير على المسلمين من قبل هذا شرا، أما تسمع كلامه، فمتى يملأ جوفه شيء، والله لئن وصل إليه هذا المال ليثورن عليك به، فرجع عن ذلك وأمر له بمعونة عشرين ألف درهم.
  وبلغ الخبر حسينا فكتب به إلى صديق له بالكوفة من جعف(٧) وإلى أخيه الحسن(٨)
(١) نهاية الصفحة [٢٦٥ - أ].
(٢) في بعض النسخ: «إلّا صدقات علي والحسن بن الحسن».
(٣) من (أ)، وبقية النسخ: «وأن علي فيها الثمن الذي بعتها به».
(٤) في (أ): أما تتقي الله في نفسك قد أهلكت نفسك.
(٥) ورد الاسم في الأصل: عمر بن ربيع، وهو تصحيف، وهو مولى المهدي، انظر: الوزراء والكتاب، (الفهرس ص (٣٢٦).
(٦) في (ب): إلى.
(٧) جعف: الجعفي بالضم والسكون وفاء مكسورة نسبة إلى مخلاف جعفى باليمن إلى قبيلة من مذحج.
(٨) هو الحسن بن علي بن الحسن #، وهو الحسن المكفوف. انظر: المجدي (٦٦ - ٦٧)، الفخري (١١٥ - ١١٦)، عمدة الطالب (١٥٠).