[خروجه وبيعته]
  يأل جهدا في تأدية حق(١) الله الذي قلده؟ فقال: ما أرد وصيته تهاونا بأمره، ولا أدع القيام بهذا الأمر نكولا عنه، ولكني أتخوف أن أشعل به عن غيره مما هو أحمد مغبة، وأفضل عاقبة، فامضي رحمك الله لأمرك واجمع شمل بني عمك، فقد قلدتك «الأمر»(٢)، وأنت رضا عندنا ثقة في أنفسنا، وقد قلدناك الرئاسة، فتقلدها بطاعة الله والحزم، وقولي تبع لقولك(٣).
  فمدوا يد محمد(٤) بن محمد فبايعوه، ثم خرج(٥) إلى الناس، وأبو السرايا أمامه، فحمد الله أبو السرايا وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الزيدية، إن محمد بن إبراهيم $ كان عبدا من عباد الله قدر الله حياته وأجل مماته، فلما انقضى القدر ووفي الأجل قبضه الله إليه، ونقله إلى ما اختار له من ثوابه ورحمته، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصبنا به من فقده، وعدمنا من رأيه وفضله، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويتجاوز عنه، ويلحقه بنبيه «محمد»(٦) ÷ ويربط على قلوبكم وقلوبنا بالصبر.
  ثم أخذ بيد محمد بن محمد فقال: هذا شبيهه(٧) ونظيره المقتفي أثره، والمحيي سنته قد تقلد القيام بأمركم بعده، وندب نفسه لما نكل عنه غيره من أهل بيته محتسبا للأجر ملتمسا للثواب لدين الله والذب عن عباد الله(٨)، والدعاء إلى أوليائه(٩)، فمن كان منكم مقيما على نيته راغبا في الوفاء لله بعهده فليبايع له، وليسارع إلى طاعته(١٠) وإجابته، فبكى الناس حتى ارتفعت أصواتهم(١١)، وعلا نحيبهم، وجزعوا(١٢) حتى تخوف عليهم الفتنة.
(١) نهاية الصفحة [٣٢٢ - أ].
(٢) ساقط في (أ).
(٣) انظر مقاتل الطالبيين ص (٤٣٤ - ٤٣٥).
(٤) في (د): لمحمد.
(٥) في (ج): وخرج.
(٦) ساقط في (أ، د).
(٧) في (ب، ج): شبهه.
(٨) في (ب، ج): عبيد الله.
(٩) في (ب، ج): أولياء الله.
(١٠) ساقط في (أ).
(١١) نهاية الصفحة [٣٢٣ - أ].
(١٢) في (أ): خرجوا.