المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استشهاد أبي السرايا]

صفحة 553 - الجزء 1

  المسودة سنة وثلاثة أشهر وأياما، وقصد بجيشه بغداد، وهو في زهاء عشرة آلاف وزيادة، وكان بينه وبين الحسن بن سهل وزير المأمون خمسة عشر وقعة حتى وافى بنفسه وبجيشه إلى فرسخين من بغداد، وقاتل حتى لم ير الناس في زمانه مثله رحمة الله عليه.

  وخرج إلى قتاله الحسن بن سهل في زهاء خمسين ألفا من أهل بغداد، وقد تستروا بالتوارك والتراس⁣(⁣١) حتى قتل بينهم عشرة آلاف وزيادة، وأسر محمد بن محمد بن زيد # في آخر الوقعة على شط الفرات، وهو مجروح، وحمل إلى خراسان إلى عند المأمون بمرو⁣(⁣٢)، فحبسه سرا وقتله سرا ودفنه سرا وهو ابن إحدى وثلاثين سنة⁣(⁣٣)، ويقال: ثلاث وثلاثين سنة. والله أعلم⁣(⁣٤).


(١) التوارك: مفرد تريكة بيضة الحديد التي هي من آلات الحرب، انظر الآلة والأداة ص (٤٦). أمّا التراس: فمفرد الترس: صفيحة من الفولاذ مستديرة، تحمل للوقاية من السيف ونحوه، جمعها أتراس وتراس، وتروس وترسة، يقال: تترس فلان إذا تستّر بالترس، والتارس صاحب الترس، ورجل تارس، أي ذو ترس، يقال: «لا يستوي الراجل والفارس ولا الأكشف والتارس»، والتراس صانع وصنعته الفراسة. الآلة والأداة. معروف الرصافي ص (٤٦).

(٢) انظر: الروض المعطار ص (٥٣٢ - ٥٣٣)، معجم ما استعجم (٤/ ١٢١٦).

(٣) قال في التحف: توفي وهو في ثمانية عشر عاما، التحف شرح الزلف ص (١٤٩)، وقد سبق التنويه في مصادر ترجمته، وفي مقاتل الطالبيين أنه حمل إلى خراسان، وأقام على ذلك مدة يسيرة يقال: إن مقدارها أربعون يوما، ثم دست إليه شربة فكان يختلف كبده وحشوته حتى مات. المقاتل ص (٤٤٦).

(٤) نهاية [٣٤٢ - أ].