[خروجه إلى اليمن]
  إلى القاسم بن إبراهيم # بعد قتل أخيه محمد بن إبراهيم # الخارج بالكوفة مع أبي السرايا السري بن منصور الشيباني، وكان قبل خروجه معه ~ من أصحاب هرثمة بن أعين أهل مصر، فبايعه منهم عشرة آلاف أو يزيدون، وأقام القاسم «عندهم»(١) - في خفية - عشر سنين يزيد شيئا أو ينقص، ثم خرج منها خائفا يترقب، حتى لم يمكنه الخروج، فلبث ببلد الحجاز وتهامة، وبايعه أهل مكة والمدينة والكوفة(٢).
[خروجه إلى اليمن]
  فلما أزف خروجه(٣) أنفذ إبراهيم بن هارون(٤) بغا الكبير(٥) في عساكر كثيفة، فخرج(٦) القاسم # إلى بلاد اليمن، واستخفى هناك، وبث دعاته في الأقطار، وكان أهل قزوين «والري»(٧) والجبال، وأهل طبرستان قد بايعوه، وبعث دعاته من بني عمه إلى أهل بلخ، وطالقان والجوزجان، ومروروذ(٨)، فبايعوه وراسلوه ليبعث إليهم بولد له، فلم يأل جهده في الدعوة، فلما أبلى عذره وانتشر أمره، سيرت الجيوش(٩) في طلبه نحو اليمن، فاستام(١٠) إلى حي من البدو واستخفى فيهم، ثم رام الخروج بالمدينة فأبى ذلك عليه أصحابه، وقالوا:
(١) ساقط في (د).
(٢) سبق التنويه إلى هذه المواضع وانظر الإفادة ص (١٢١).
(٣) في (أ): أردنا خروجه.
(٤) قال في (أ، د): أظن أنه محمد بن هارون وليس إبراهيم بن هارون، لعل في الاسم تصحيف، ولعله محمد بن هارون المعتصم، والذي كان أحد قوّاده، والصحيح أنه محمد بن هارون الرشيد، وليس إبراهيم بن هارون؛ إذ لم أقف على أحد من أولاد هارون الرشيد، اسمه هكذا. والله أعلم.
(٥) هو: بغا الكبير أبو موسى، انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (٥، ٣)، وانظر الفهرس ص (١٩٥).
(٦) في (أ، ج، د): وخرج.
(٧) ساقط في (أ).، وقزوين موضع ببلاد الديلم بينها وبين الري ٢٧ فرسخا وهي ثغر الديلم، الروض المعطار ص (٤٦٥).
(٨) بلخ هي مدينة خراسان، انظر الروض المعطار (٩٦)، ومعجم البلدان (١/ ٤٧٩). وطالقان: مدينة خراسان من سرخس إلى الطالقان (٤) مراحل وهي بين جبلين عظيمين، انظر: الروض المعطار (٣٨٠)، معجم البلدان (٤/ ٦ - ٨). مروروذ: هي مروالروذ بخراسان أيضا، والمرو بالفارسية المرح والروذ الوادي، فمعناه وادي المرح، انظر: الروض المعطار (٥٣٣، ٥٣٤)، معجم البلدان (٥/ ١١٢ - ١١٦).
(٩) في (ب): الجنود.
(١٠) في (أ، ب): فاستنام.