[علمه وزهده وبعض فضائله]
  مثل قولي(١)، قيل له: فأحمد بن عيسى بن زيد؟ فقال: أحمد بن عيسى من أفضلنا، والقاسم إمام.
  [٦٠] حدثني أبو العباس الحسني قال: حدثني جدي الحسن بن علي بن إبراهيم قال: حدثني أبو عبد الله الفارسي(٢)، قال: دخلنا مع القاسم بن إبراهيم # حين اشتد به الطلب - أظنه قال: أوائل بلد مصر - فانتهى بنا إلى ناحية فيها خان(٣)، واكترى خمس حجر ملتزقات(٤)، فقلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله نحن في عوز من النفقة، وتجزينا بعض جحرة، ففرغ حجرتين عن يمينه، وأخروين عن يساره، ونزلنا معه في الوسطى منهن، فقال: هو أوقى لنا من مجاورة فاجر، وسماع منكر.
  قال: وحدثني أبو عبد الله الفارسي قال: ضاق بالإمام القاسم بن إبراهيم # المسالك، واشتد به الطلب حتى نودي؛ ونحن مستخفون معه خلف حانوت إسكاف(٥) من خلّص الزيدية؛ فبلغنا الصوت: ألا برئت الذّمة ممن آوى القاسم بن إبراهيم # وممن لا يدل عليه، ومن دل عليه فله ألف دينار، ومن البز(٦) كذا وكذا، والإسكاف مطرق يعمل لا يرفع رأسه، فلما جاءنا قلنا له: أما ارتعت؟ قال: ومن لي بارتياعي منهم، ولو قرضت بالمقاريض بعد إرضائي رسول الله عنى في وقاية ولده بنفسي(٧).
(١) في كتاب (الاعتبار، وسلوة العارفين) للسيد الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الجرجاني المعروف بالشجري، الحسني سلام الله عليه، في باب الخوف من الله ø: أخبرني - إجازة - الشريف أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني، عن مشايخه عن أبي عبد الله الفارسى، قال. حججنا مع القاسم بن إبراهيم الحسني |، فاستيقظت في بعض الليل وفقدته، فأتيت المسجد الحرام، فإذا أنا به وراء المقام لاصقا بالأرض ساجدا، وقد بل الثرى دموعه، وهو يقول: إلهي من أنا فتعذبني، فو الله ما يشين ملك معصيتي، ولا تزين ملكك طاعتي، وهذا الخبر رواه الإمام أبو طالب # في الإفادة عن أبي العباس الحسني عن جده الحسن بن إبراهيم، عن أبي عبد الله الفارسي.
(٢) أبو عبد الله الفارسي: هو خادم القاسم # وملازمه في السفر والحظر.
(٣) الخان: الفندق، ولفظ خان باللغة الفارسية.
(٤) لزق الشيء بالشيء لزوقا علق به واستمسك بمادة غرائية، ولزقا اتصل به لا يكون بينهما فجوة، المعجم الوسيط: مادة (لزق).
(٥) الاسكاف: هو من يقوم بصناعة وإصلاح الأحذية.
(٦) نوع من الثياب، والبز أيضا السلاح، المعجم الوسيط مادة (بز).
(٧) الخبر في الإفادة ص (١٢٥ - ١٢٦).