المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[إخبار أمير المؤمنين علي # بصاحب الترجمة]

صفحة 584 - الجزء 1

  إلينا «بعد العتمة»⁣(⁣١)، فلما حضرت الصلاة وقمنا إليها قال الهادي # لعمه محمد: تقدم يا عم صل بنا، فقال: سبحان الله لا يجوز لي أن أتقدم عليك، فقال الهادي: قد جعلت الأمر إليك. فتقدم محمد فصلى بنا، فلما سلم قال: يا بن أخي استغفر الله لي فإني قد تقدمت عليك فصليت بك، وكنت أحق بالتقدم مني.

  فقال الهادي: غفر الله لك يا عم⁣(⁣٢)، وكان يقول عمه محمد: لو حملتني ركبتاي يا أبا الحسين لجاهدت معك، فخرج # ومعه ابنه محمد وجماعة من آل الرسول وغيرهم من خدمهم، قال: فوصلنا إلى صعدة لستة أيام خلون من صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، فقدمنا على خولان، وفيهم تفرق وتباين ومحاربات عظيمة، فأصلح الهادي # بينهم، ثم دبر أمرهم، وأمر⁣(⁣٣) البلاد، وأنفذ العمال⁣(⁣٤).

  قال العباسي: سمعته «يوما»⁣(⁣٥) يقول: ما أعلم اليوم راية مثل راية بدر إلّا رايتنا هذه، ولا عصابة أفضل من عصابتنا هذه⁣(⁣٦)، ثم قال: وكيف لا يكون ذلك وإنما همكم إظهار الدين وإحياء كتاب رب العالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ترقدون ولا تمنون بظلم⁣(⁣٧) وتقومون كذلك⁣(⁣٨).

  وسمعته يقول: قد قلت والله مرتين: لو علمت أن أحدا أقوم - في هذا العصر - مني لاتبعته حيث كان، وقاتلت بين يديه، ولكني لا أعلمه⁣(⁣٩).


(١) ساقط في (أ).

(٢) الخبر في سيرة صاحب الترجمة ص (٣٧).

(٣) في (ب): من.

(٤) الرواية في سيرة صاحب الترجمة ص (٣٧ - ٥١).

(٥) ساقط في (ب).

(٦) الرواية في سيرة صاحب الترجمة ص (٥٠ - ٥١).

(٧) نهاية الصفحة [٣٦٧ - أ].

(٨) في (أ): ويقومون لذلك.

(٩) نفس المصدر ص (٥١).