المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تنقلاته وحروبه]

صفحة 603 - الجزء 1

  جرجان وواقع المسودة وقائع هزم فيها حتى خرج خرجته الأخيرة فأوقع بالمسودة، ودخل آمل في جمادى الآخرة من سنة احدى وثلاثمائة، وأقام بها ثلاث سنين وثلاثة أشهر إلّا أياما، التي اعترض عليه فيها الداعي الحسن بن القاسم الحسن⁣(⁣١) ¥ فأودعه القلعة باللازر⁣(⁣٢) حتى استنقذه ليلى⁣(⁣٣) الديلمي⁣(⁣٤) وأعاد الإمام إلى آمل فتوفي فيها⁣(⁣٥)، وله أربع وسبعون سنة، ولم يبق أحد بالجيل والديلم إلّا أسلم على يديه وعلمهم الدين والمذهب، وكان فقيها عالما رئيسا شجاعا شاعرا⁣(⁣٦).

  وله المصنفات الكثيرة⁣(⁣٧)، والآثار الخطيرة، كان يصحب الحسن ومحمد ابني زيد الحسنيين بجرجان، وكان لا يتقلد لهما عملا ولا يتلبس بشيء من أمرهما، وكان يعتقد أن أمورهما لا تجري على السداد والاستواء⁣(⁣٨) ولا على وجه العدل، فكان أصحاب الحسن ومحمد يقولون: إن أبا محمد - يعنونه - تفوح رائحة الخلافة من جبينه⁣(⁣٩).


(١) هو: الداعي الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، صاحب جيش الناصر الأطروش، والمستولي على الأمر لشهامته، الإفادة ص (١٦٠ - ١٦١).

(٢) قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها: قلعة لارز بينها وبين آمل يومان، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري، روى الحديث وتوفي سنة (٥١٨ هـ)، معجم البلدان (٥/ ٧).

(٣) في (أ): ليلا.

(٤) هو: ليلى بن نعمان الديلمي أديب وشجاع من أبرز أصحاب الإمام الناصر وأعيانهم، له مواقف عديدة تدل على شجاعته، ووفاته بعد الناصر وكان من أنصار الإمام الداعي المهدي لدين الله محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن، وما زال على تلك الحال حتى توفاه الله رحمة الله عليه.

(٥) في (أ، د): بها.

(٦) انظر: التحف شرح الزلف ص (١٨٤ - ١٨٥)، الشافي للإمام عبد الله بن حمزة (١/ ٣٠٩)، الترجمان لابن مظفر (خ)، جمهرة أنساب العرب ص (٥٤)، تاريخ الطبري (٧/ ٢٥٧)، البساط مقدمة التحقيق ص (٦ - ٣١)، الكامل لابن الأثير (٦/ ١٤٨)، حوادث سنة (٣٠٢ هـ)، الإفادة (١٤٧ - ١٦٨).

(٧) مصنفات صاحب الترجمة: لصاحب الترجمة العديد من المؤلفات ذكرها المؤرخون، انظر: مقدمة تحقيق كتاب البساط ص (١٤ - ١٥)، أعلام المؤلفين الزيدية ص (٣٣٢ - ٣٣٣).

(٨) نهاية الصفحة [٣٨١ - أ].

(٩) انظر الإفادة في تاريخ الأئمة السادة ص (١٥١).