المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تزويج والده صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 93 - الجزء 1

  فقال شعرا:

  أما الحرام فالممات دونه ... والحل لا حل فأستبينه

  فكيف بالأمر الذي تبغينه ... «يحمي الكريم عرضه ودينه»⁣(⁣١)

  ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا، فلما مرّ بالكاهنة قالت له: يا فتى ما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثا، فهل لك فيما قلت لي؟، فقالت لا⁣(⁣٢)

  قالت: قد كان ذلك مرة فاليوم لا، إني والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكن رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون فيّ فأبى الله إلّا أن يصيره حيث أراد، ثم أنشأت تقول⁣(⁣٣):

  إني رأيت مخيلة لمعت ... فتلألأت بحناتم⁣(⁣٤) القطر

  فلمأتها⁣(⁣٥) نورا يضيء له ... ما حوله كإضاءة البدر

  ورجوتها فخرا أبوء به ... ما كل قادح زنده يوري

  لله ما زهريّة سلبت ... ثوبيك «ما استلبت»⁣(⁣٦) وما تدري

  فانطلق⁣(⁣٧) عبد الله على وجهه، فنادته وقالت⁣(⁣٨):


(١) ساقط في (أ، د).

(٢) في (أ، د): فقلت: لا.

(٣) وردت هذه الأبيات في بعض المصادر مع اختلافات بسيطة في بعض الألفاظ. انظر تأريخ الطبري (٢/ ٧)

(٤) بحناتم: سحائب سود، ويقال: لكل أسود حنتم والخضر عند العرب سود، وبها سمي الجزار حناتم، وكانت بلون خضراء.

(٥) في حديث المولد: «فلمأتها نورا يضيء له ما حوله كإضاءة البدر»، لمأتها أي أبصرتها ولمحتها، لسان العرب (١٢/ ٣٢٥) مادة (لمأ).

(٦) ساقط في (ب).

(٧) في (أ، ب، د): وانطلق.

(٨) انظر سيرة ابن هشام (١/ ١٦٤ - ١٦٦)، السيرة الحلبية (١/ ٣٨ - ٤١)، ابن سعد (١/ ٧٦ - ٧٨)، تاريخ الطبري (٢/ ٦ - ٧)، الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ٤٠ - ٤١)، والأبيات أوردها البيهقي في الدلائل (١/ ١٠٣) باختلاف بسيط.