البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإعراب والبناء

صفحة 38 - الجزء 1

  الإضافة، وأنشدوا⁣(⁣١):

  ٥ - إِنِّي رَأَيْتُ عَجَبًا مُدْ أَمْسا

  عَجَائِزا مِثْلَ السَّعَالِي خَمْسًا

  فأما (هؤلاء) فَبُني لتضمنه معنى الإشارة، وبني على الكسر لالتقاء الساكنين⁣(⁣٢)، كما ذكرنا في (أمس).

  وأما (جير) فهو حرف بمعنى (نَعَمْ) مبني على الكَسْرِ لالتقاء الساكنين، وهو الأصل في الساكنين. وعند (الفَراءِ) / أَنَّهُ يُقْسَمُ بهِ، تقولُ: جَيْرِ لا أَفْعَلُ ذاك، ولم تبن على السكون لأجل الياء.

  فأما لأم الإضافة وباؤُها فبنيا على الكَسْرِ، وكان مِنْ حَقِّهما أنْ يُبْنَيا على الفتح؛ لأنَّ حكم كل حرف على حرف⁣(⁣٣) واحد أَنْ يُبنى على الفتْحِ، نَحْو واوِ العطف وفائه وألف الاستفهام، وإنما بُنيت هذه الحروف على الفتح⁣(⁣٤)؛ لأنَّهم أرادوا⁣(⁣٥) الابتداء بها فلم يُمكن أن يُبْتَدَأَ بساكن فلما اضطروا إلى تحريكها


(١) البيتان ينسبان إلى العجاج، انظر الخزانة، وليسا في ديوانه.

٥ - البيتان من مشطور الرجز.

وهما من شواهد سيبويه: ٢/ ٤٤، وانظر الجمل للزجاجي: ٢٩١ وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٦٠. وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٤٨١، وأوضح المسالك: ٤/ ١٣٢، والمساعد: ١/ ٥٢٠، واللسان: (أمس) والمقاصد: ٤/ ٣٥٧ والخزانة: ٣/ ٢١٩. والأول في الهمع: ١/ ٢٠٩. والسعالي: جمع سعلاة وهي الغول، واسْتَسْعَلتِ المرأة صارت كالسعلاة خبثا وسلاطة.

(٢) في الأصل (الساكن)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (.. كل حرف كان على حرف ...).

(٤) من (ع) في الأصل: (على الفتحة).

(٥) في (ع) حدث تقديم وتأخير في العبارة مخل بالمعنى، فقد وردت العبارة في (ع) على النحو التالي: (.. وكان من حقهما أن يبنيا على الفتح نحو واو العطف ... هذه الحروف على الفتح لأن حكم كل حرف كان على حرف واحد أن يبنى على الفتح ولأنهم أرادوا الابتداء ...).