البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإعراب والبناء

صفحة 39 - الجزء 1

  حركوها⁣(⁣١) بحركة خفيفة.

  فأما⁣(⁣٢) لامُ الجَر فَبنيت على الكَسْرِ؛ لِيُفَرِّقوا بينها وبين لام التأكيد إذا قُلْت: إِنَّ هذا لَزَيْدٌ، أَخْبَرْتَ أَنَّهُ زيد، وإذا قلت: إِنَّ هذا لِزَيْدِ، أَخْبَرْتَ أَنَّه مالك لهُ. فَإِن قيل: الفرق يحصل بينَهُما بإعراب الواقع بَعْدَهُما. قيل: هذا لا يصح؛ لأنَّ اللَّبْسَ باق في حال الوقف. فإن وقعت لام الجر مع المكني⁣(⁣٣) فَتَحْتَ على الأصل، نَحْرُ قولك⁣(⁣٤): (لَكَ) و (لَهُ) وقد فَتَحَها قَوْمٌ في غير المكني، نحو قول الشاعر⁣(⁣٥):

  ٦ - أُريدُ لأنسى ذكرَها فَكَأَنَّما ... تَمَثَلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبيل

  ففتح⁣(⁣٦) اللام وهي لامُ الجَرِّ. وقد فُتِحَتْ أيضا للفرق بين المُسْتَغاث به والمستغاث له.

  فأما باءُ الجر فإنما⁣(⁣٧) ألزمت الكسر، ليكون من جنس ما تعمل فيه؛ لأنَّ


(١) في (ع): (حرکت).

(٢) في (ع): (وأما).

(٣) (المكنى): اصطلاح كوفي يقابله عند البصريين: (الضمير).

(٤) (قولك): ساقطة من (ع).

(٥) هو كثير عزة.

٦ - البيت من الطويل.

وهو في ديوانه: ١٠٨، وأمالي القالي: ٢/ ٦٣، والمغني: ٢٣٧، والخزانة: ٤/ ٣٣٠، والمحتسب: ٢/ ٣٢، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ١٦٠.

(٦) في الأصل: (فتح)، وما أثبته من (ع).

(٧) في (ع): (فإنها).