باب الإعراب والبناء
  حركوها(١) بحركة خفيفة.
  فأما(٢) لامُ الجَر فَبنيت على الكَسْرِ؛ لِيُفَرِّقوا بينها وبين لام التأكيد إذا قُلْت: إِنَّ هذا لَزَيْدٌ، أَخْبَرْتَ أَنَّهُ زيد، وإذا قلت: إِنَّ هذا لِزَيْدِ، أَخْبَرْتَ أَنَّه مالك لهُ. فَإِن قيل: الفرق يحصل بينَهُما بإعراب الواقع بَعْدَهُما. قيل: هذا لا يصح؛ لأنَّ اللَّبْسَ باق في حال الوقف. فإن وقعت لام الجر مع المكني(٣) فَتَحْتَ على الأصل، نَحْرُ قولك(٤): (لَكَ) و (لَهُ) وقد فَتَحَها قَوْمٌ في غير المكني، نحو قول الشاعر(٥):
  ٦ - أُريدُ لأنسى ذكرَها فَكَأَنَّما ... تَمَثَلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبيل
  ففتح(٦) اللام وهي لامُ الجَرِّ. وقد فُتِحَتْ أيضا للفرق بين المُسْتَغاث به والمستغاث له.
  فأما باءُ الجر فإنما(٧) ألزمت الكسر، ليكون من جنس ما تعمل فيه؛ لأنَّ
(١) في (ع): (حرکت).
(٢) في (ع): (وأما).
(٣) (المكنى): اصطلاح كوفي يقابله عند البصريين: (الضمير).
(٤) (قولك): ساقطة من (ع).
(٥) هو كثير عزة.
٦ - البيت من الطويل.
وهو في ديوانه: ١٠٨، وأمالي القالي: ٢/ ٦٣، والمغني: ٢٣٧، والخزانة: ٤/ ٣٣٠، والمحتسب: ٢/ ٣٢، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ١٦٠.
(٦) في الأصل: (فتح)، وما أثبته من (ع).
(٧) في (ع): (فإنها).