باب إعراب الاسم الواحد
  اعلم أن الأسماء على ثلاثة أضرب: اسم لم يُشابه الفعل ولا الحرف، وهو الأمكن عندَهُم، والأخف عليهم، وهو الاسم النكرة. واسم شابة الفعل [منَ جْهَيْنِ](١) فلم يُخْرجه الشَّبَهُ / من التّمَكُن، ولكنَّهُ نَقَصَتْ رُتْبَتُهُ عما كان، وهو غير منصرف واسم شابة الحرف فوجب أن يكون ناقص المرتبة عن هذين لزوال تَمَكِّنه بكُلِّ حالٍ، وهو المبني.
  والتَّنْوينُ إِنَّما يَدْخُلُ [عَلى](١) النَّكِراتِ في الأصلِ لِخِفَّتِها ولأنَّها لا تُشْبِهُ الأفعال من وجه ولا [من](١) وَجْهَيْنِ، ولا الحروف. فإن قيل(٢): فقد دخل التنوين على الأسماء الأَعْلامِ نحْوُ (زَيْد) و (عَمْرو)، وعلى الصفاتِ نَحْوُ (قائم) و (قاعد) وعلى التأنيث(٣)، نَحْوُ (امْرَأَةٍ). قيل: هذه الأسماء أشبهت الأفعال من وجه واحد، وهو كونها معرفة أو صفة، أو تأنيثًا فقط فلم يغلب شبه(٤) الفعل عليها، فلا تخلو إما أن تُلحقها بالأفعال أو بالأسماء النكرات، وإلحاقها(٥) بالأسماء أولى؛ لأنَّها أقْعَدُ في الاسميَّة، وأَمْكَنُ من الأفعال، ولم يغلب شبه الأفعال عليها، ولو منعنا التَّنْوين منها لكنا قد أجْحَفْنا بها، فلهذا دخل التَّنْوين عليها. فإن قيل: فلم كان التَّنْوينُ يَدْخُلُ على الأسماء دون الأفعال؟ قيل له: ليُفرق به بين ما يَنْصَرِفُ وما لا ينصرف، لأنَّ المنصرف خفيف، وغير المنصرف ثقيل، فجعلوا دخول التنوين علامة للأخف، وامتناعه علامةً للأثقل.
(١) تكملة من (ع).
(٢) في (ع): (فإن قال قائل).
(٣) في (ع): (وعلى المؤنث).
(٤) في الأصل: (فلم يغلب عليه شبه ...) بإقحام (عليه)، وما أثبته من (ع).
(٥) في (ع): (فإلحاقها).