البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم الواحد

صفحة 45 - الجزء 1

  اعلم أن الأسماء على ثلاثة أضرب: اسم لم يُشابه الفعل ولا الحرف، وهو الأمكن عندَهُم، والأخف عليهم، وهو الاسم النكرة. واسم شابة الفعل [منَ جْهَيْنِ]⁣(⁣١) فلم يُخْرجه الشَّبَهُ / من التّمَكُن، ولكنَّهُ نَقَصَتْ رُتْبَتُهُ عما كان، وهو غير منصرف واسم شابة الحرف فوجب أن يكون ناقص المرتبة عن هذين لزوال تَمَكِّنه بكُلِّ حالٍ، وهو المبني.

  والتَّنْوينُ إِنَّما يَدْخُلُ [عَلى]⁣(⁣١) النَّكِراتِ في الأصلِ لِخِفَّتِها ولأنَّها لا تُشْبِهُ الأفعال من وجه ولا [من]⁣(⁣١) وَجْهَيْنِ، ولا الحروف. فإن قيل⁣(⁣٢): فقد دخل التنوين على الأسماء الأَعْلامِ نحْوُ (زَيْد) و (عَمْرو)، وعلى الصفاتِ نَحْوُ (قائم) و (قاعد) وعلى التأنيث⁣(⁣٣)، نَحْوُ (امْرَأَةٍ). قيل: هذه الأسماء أشبهت الأفعال من وجه واحد، وهو كونها معرفة أو صفة، أو تأنيثًا فقط فلم يغلب شبه⁣(⁣٤) الفعل عليها، فلا تخلو إما أن تُلحقها بالأفعال أو بالأسماء النكرات، وإلحاقها⁣(⁣٥) بالأسماء أولى؛ لأنَّها أقْعَدُ في الاسميَّة، وأَمْكَنُ من الأفعال، ولم يغلب شبه الأفعال عليها، ولو منعنا التَّنْوين منها لكنا قد أجْحَفْنا بها، فلهذا دخل التَّنْوين عليها. فإن قيل: فلم كان التَّنْوينُ يَدْخُلُ على الأسماء دون الأفعال؟ قيل له: ليُفرق به بين ما يَنْصَرِفُ وما لا ينصرف، لأنَّ المنصرف خفيف، وغير المنصرف ثقيل، فجعلوا دخول التنوين علامة للأخف، وامتناعه علامةً للأثقل.


(١) تكملة من (ع).

(٢) في (ع): (فإن قال قائل).

(٣) في (ع): (وعلى المؤنث).

(٤) في الأصل: (فلم يغلب عليه شبه ...) بإقحام (عليه)، وما أثبته من (ع).

(٥) في (ع): (فإلحاقها).