البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم الواحد

صفحة 46 - الجزء 1

  فإن قيل: فَلِمَ⁣(⁣١) قُلْتُمْ: إِنَّ الاسم أخَفٌ من الفعل؟ قيل له: لافتقار الفعل إلى الاسم واستغناء الاسم عنه⁣(⁣٢). فإن قيل: ولم إذا كان الاسم خفيفًا يدخله التنوين، ولا يدخل على الثقيل. قيل: لأنَّ الخفيف أولى بتحمل الزيادة، والتنوين هو نون في الحقيقة.

  قال: «والمضاف كالمفرد فيما ذكرنا، تُعرِبُ الأول وهو المضاف بما يستحقه من الإعراب، إلا أنَّك تحذف منه⁣(⁣٣) التنوين للإضافة، وتَجُرُّ الثاني وهو المضاف إليه⁣(⁣٤) بإضافة الأول إليه على كل حال، تقولُ: هذا غُلامُ زيد، ورأيتُ غُلام زيد، ومررتُ بغُلام زيد».

  اعلم أنَّ المضاف والمضاف إليه عندهم بمنزلة كَلِمَةٍ واحدة، ودخول التنوين يُؤذن بتمام الاسم وانقطاعه عما بعده، فلهذا لم تجتمع الإضافة مع التنوين بدليل أنَّ المضاف أبداً يكتسب كثيراً من أحكام المضاف إليه مثل التعريف والتنكير والعموم وأشباه ذلك.

  وأيضا فإنَّ الإضافة / تُفيد ضرباً من الاختصاص، والتنوين في الأصل للتنكير فلم يُجمع بينهما، كما أنَّ⁣(⁣٥) الألف واللام لما كانا يدخلان علامة للتعريف والتنوين يدخل علامة للتنكير، لم يُجْمَع⁣(⁣٦) بينهما؛ إذ لو جمعوا بينهما، لاجتمع


(١) في (ع): (ولم).

(٢) في (ع): (عن الفعل).

(٣) (منه): ساقطة من (ع).

(٤) (وهو المضاف إليه): ساقط من (ع).

(٥) (التنوين في الأصل. كما أن): ساقط من (ع).

(٦) في الأصل: (ما يجمع)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).