البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 66 - الجزء 1

  وإذا كان غير منصرف، نحو: (حَمْراءَ) و (صَفْراء) و (عُشراء) و (خنفساء)⁣(⁣١) لحقه الضم في الرفع، والفتح في النصب، وكان في موضع الجر مفتوحاً.

  فأما قوله «وإذا⁣(⁣٢) سكن ما قبل الياء جرت مجرى الصحيح» فهو لأنَّ المنقوص ما كان في آخره ياء قبلها كسرة، فإذا سكن ما قبلها جرت مجرى الصحيح؛ وذلك لأنَّ الألف أبداً يكون ما قبلها مفتوحا، فإذا انكسر ما قبل الياء أشبهت الألف. وكذلك إذا وقعت الواو طرفًا وقبلها ضَمَّةٌ كان الاسم معتلاً، فإذا سكن ما قبل الواو خرج عن الاعتلال لزوال المشابهة بين الواو وبين الألف، فتقول: هذا نَحْي، وغزو، وظبي. ورأيتُ نَحْيا وغَزْواً، وظبياً. وكذلك الواو المشددة والياء المشددة، نحو: (عدو) و (عتو) و (كُرْسي) و (بَخْتي)⁣(⁣٣) (⁣٤)؛ لأنَّ كلَّ مشدد يعد حرفين، الأول منهما ساكن، فكان الواو والياء وقعتا طرفًا، وقبلهما ساكن، فجرى الإعراب عليهما كجريه على الصحيح.

  قال: «واعلم أن في الأسماء الآحاد ستة أسماء، تكون في الرفع بالواو، وفي النصب بالألف، وفي الجر بالياء وهي: أخوك، وأبوك، وحموك، وهنوك، وفوك، وذو، مال، تقول في الرفع: هذا أبوك، /⁣(⁣٥)


(١) (عُشَراءُ): «ناقةٌ عُشَراءُ: مضى لحملها عشرة أشهر» / انظر اللسان (عشر) /.

- (خنفساء): «الخنفساء، بفتح الفاء ممدود: دويبة سوداء أصغر من الجعل منتنة الريح» / اللسان (خنفس) /.

(٢) في (ع): (فإذا).

(٣) في الأصل (بحتي) بالحاء المهملة، وهو تصحيف، وفي (ع) (نحي) وهو تحريف.

(٤) (البختي): الجمل الخرساني، قيل: هو أَعْجَمي مُعرَّب، وقيل: هو عربي / انظر اللسان (بخت) /.

(٥) من هنا تبدأ نسخة الظاهرية.