البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 68 - الجزء 1

  لاسم على حرف واحد، وهذا ما لا نظير له في الأسماء الظاهرة؛ فلهذه العلة لم يُستعمل إلا مضافًا. فإن قال قائل: فلاي شيء دخل هذا الاسم في الكلام وجعلوه بمعنى (صاحب)، وهلا استغنوا بـ (صاحب) عنه؟ قيل له: [إِنَّما جيء]⁣(⁣١) بهذا الاسم ليتوصلوا به إلى الصفة بأسماء الأجناس، كما توصلوا بـ (الذي) إلى وصف المعارف بالجمل، لَمّا كانت الجملة نكرة جعلوها تابعة لـ (الذي)، [و]⁣(⁣٢) وصفوا المعرفة بـ (الذي) وما بعدها، ولما كان اسم الجنس غير مشتق من فعل، ومن شرط الصفة أن تكون مشتقة جاؤوا بـ (ذو) وجعلوها تابعة لما بعدها، ووصفوا بها فصار توصلاً إلى أن وصفوا بما ليس بمشتق، ولهذه العلَّة لَمْ تَجْرِ⁣(⁣٣) إضافتها إلى المضمر؛ لأنَّ المضمر لا يوصف به.

  الضرب الثاني: (فو) وهو يكون على ضربين: أحدهما بالواو وهي الأصل فيه، فإذا كان بالواو فلا يُستعمل إلا مضافًا إما إلى ظاهر، وإما إلى مضمر، والعلَّةُ فيه ما ذكرناه في (ذو). والضَّربُ الثاني: أن يُسْتَعْمَلَ بالميم عوضًا من الواو، فتجري حركات الإعراب عليه، فتقول: (فم، وفما، وفم). فأما قولُ (العجاج):

  ١٣ - خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشيم وفا


(١) من (ج) في الأصل تبدو مكانها لفظة (للتعريف) وهي من الورقة (٣/أ) السطر قبل الأخير وإنما بدت هذه اللفظة في نهاية الورقتين (١/أ) و (٢ / أ) لتآكل طرفيهما السفليين في المخطوط فظهرت هذه اللفظة في الصورة في هذين الموضعين. وفي (ع): (جاؤوا).

(٢) زيادة من (ع).

(٣) في (ع): (لم تجز)، وهو تصحيف.

١٣ - البيت من مشطور الرجز وهو في ديوانه برواية الأصمعي: ٤٩٢، والمقتضب: ١/ ٣٧٥، والمخصص: ١٤/ ٩٦، ١٥/ ٤٨، والمساعد: ٢/ ١٨٢، والخزانة: ٢/ ٢٦١، والهمع: ١/ ٤٠، والمقاصد: ١/ ١٥٢، واللسان (فو). وبعده: (صهباء خُرْطُومًا عُقارًا فَرقَفا).