البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التثنية

صفحة 76 - الجزء 1

  كحالها⁣(⁣١) في الرفع، والمؤنث كالمذكَّر في التثنية، تقول: قامت الهندان، ومررت بالهندين وضربت الهندين».

  اعلم أن مذهب أكثر النَّحْويّينَ أنَّ⁣(⁣٢) الألف والياء في التثنية والواو والياء في الجمع هنَّ حروف الإعراب كالدال من (زَيْدِ) والرّاء من (جَعْفَرٍ)⁣(⁣٣) وانقلابهنَّ من حال إلى حال دليل الإعراب.

  فإن قيل: فإذا كُنَّ⁣(⁣٤) حروف إعراب فكيف يجوز الانقلاب؛ لأن حرف الإعراب لا ينقلب إلى غيره وهذا ما لا نظير له؟

  قيل له: إنَّ للتثنية⁣(⁣٥) والجمع معنى ينفردان به استحقا أجله هذا التغيير؛ وذلك أن كل اسم معتل لا يدخله إعراب فله نظير من الصحيح يدخله / الإعراب ألا ترى أنَّ (قفا) و (عصا) لَمّا لم يدخلهما الإعراب كان لهما نظير يدخله الإعراب وهو (جبل)⁣(⁣٦) و (حَمَلٌ)، وكذلك (سَكْرى) و (حُبلى) لَمّا لم يدخلها الإعراب دخل على نظيرهما وهو (حَمْراءُ) و (صَفْراءُ)؛ لأنَّ هذه الألف الممدودة هي ألف التأنيث. والتَّثنية والجمع لا نظير لهما من الصحيح، فجُعِلَ انقلاب حروف إعرابها دليل الإعراب.


(١) في (ع) و (مل): (بحالها).

(٢) في الأصل: (وأنَّ) بإقحام الواو. والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (عمرو).

(٤) في الأصل: (كثر حروف) وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٥) في الأصل و (ع): (التثنية)، وهو تحريف.

(٦) في الأصل: (حَبْلٌ) بالحاء المهملة. وهو تصحيف، والتصويب من (ع).