باب التثنية
  كحالها(١) في الرفع، والمؤنث كالمذكَّر في التثنية، تقول: قامت الهندان، ومررت بالهندين وضربت الهندين».
  اعلم أن مذهب أكثر النَّحْويّينَ أنَّ(٢) الألف والياء في التثنية والواو والياء في الجمع هنَّ حروف الإعراب كالدال من (زَيْدِ) والرّاء من (جَعْفَرٍ)(٣) وانقلابهنَّ من حال إلى حال دليل الإعراب.
  فإن قيل: فإذا كُنَّ(٤) حروف إعراب فكيف يجوز الانقلاب؛ لأن حرف الإعراب لا ينقلب إلى غيره وهذا ما لا نظير له؟
  قيل له: إنَّ للتثنية(٥) والجمع معنى ينفردان به استحقا أجله هذا التغيير؛ وذلك أن كل اسم معتل لا يدخله إعراب فله نظير من الصحيح يدخله / الإعراب ألا ترى أنَّ (قفا) و (عصا) لَمّا لم يدخلهما الإعراب كان لهما نظير يدخله الإعراب وهو (جبل)(٦) و (حَمَلٌ)، وكذلك (سَكْرى) و (حُبلى) لَمّا لم يدخلها الإعراب دخل على نظيرهما وهو (حَمْراءُ) و (صَفْراءُ)؛ لأنَّ هذه الألف الممدودة هي ألف التأنيث. والتَّثنية والجمع لا نظير لهما من الصحيح، فجُعِلَ انقلاب حروف إعرابها دليل الإعراب.
(١) في (ع) و (مل): (بحالها).
(٢) في الأصل: (وأنَّ) بإقحام الواو. والتصويب من (ع).
(٣) في (ع): (عمرو).
(٤) في الأصل: (كثر حروف) وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٥) في الأصل و (ع): (التثنية)، وهو تحريف.
(٦) في الأصل: (حَبْلٌ) بالحاء المهملة. وهو تصحيف، والتصويب من (ع).