البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب جمع التأنيث

صفحة 89 - الجزء 1

  قال: «فإن كان في الاسم المؤنَّث هاء التأنيث حذفتها في الجمع، تقول في جمع (قائمة): (قائمات) وفي جمع (مسلمة): (مسلمات) وكان الأصل (قائمتات) و (مسلمتاتٌ)، فحذفت التاء الأولى، لئلا تجتمع في الاسم الواحد⁣(⁣١) علامتا تأنيث».

  اعلم أنهم حذفوا التاء الأولى وتركوا الثانية للعلة التي ذكرها. فإن قال قائل: فهلاً حذفوا التاء الثانية وتركوا الأولى. قيل له: لا يجوز ذلك لأمرين:

  أحدهما: أنَّ التاء الثانية تدلُّ على التَّأنيث والجمع فلو حذفوها لزالت علامة الجمع.

  الثاني⁣(⁣٢): أنَّهم لو حذفوا الثانية واكتفوا بالأولى لوقع علامة التأنيث حَشواً في الكلمة وذلك ما لا نظير له، فلهذا اكتفوا بالثانية وحذفوا الأولى.

  قال: «فإنْ كانت فيه ألف التأنيث المقصورة قلبتها⁣(⁣٣) في الجمع ياء، تقول في جمع (سعدي): (سُعديات) وفي جمع (حبارى): (حباريات). فإن كانت فيه ألف التأنيث الممدودة قُلبت الهمزة [في الجمع]⁣(⁣٤) واوا، تقول في جمع⁣(⁣٥) (صحراء): (صحراوات) وفي جمع⁣(⁣٥) (خُنفساء): (خُنْفَساوات) .»


(١) في (مل): (الواحد المؤنث).

(٢) في (ع): (والثاني) بزيادة الواو.

(٣) في (مل): (قلبت).

(٤) تكملة من (ع) و (مل).

(٥) في الأصل (جميع) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).