البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب جمع التأنيث

صفحة 90 - الجزء 1

  اعلم أنهم لو زادوا على الألف المقصورة ألفًا وتاء لاجتمع ألفان، وهما ساكنان، ولا بد من تحريك أحدهما أو حذفه، فلما كانت علامة التأنيث لا يمكن حذفها؛ لأنها قد جُعِلَتْ بمنزلة حرف من حروف الكلمة لبناء الاسم عليها، ولا يمكن تحريكها لما بينا أنَّ الألف لا تتحرك، قلبت ياء؛ لأن الياء قد تكون علامة للتأنيث.

  فأما إذا كانت الألف ممدودة قلبتها واواً؛ لأنك لو أبقيتها، لاجتمع ثلاث / ألفات، وقلبوا إحداهنَّ واوا تفصل بين الألفين، ولم تقلبها ياء؛ لأن المقصورة قد قلبتها⁣(⁣١) ياء، فكان يشتبه المقصور بالممدود. وجاء عن النَّبيِّ صلى الله عليه [وَسَلَّمَ]⁣(⁣٢): (لَيْسَ في الخضراوات صَدَقَةٌ)⁣(⁣٣).

  فإن قيل: هلا قلبوا ألف المقصور واواً وألف الممدود ياء. قيل له: الألف الممدودة هي همزة، والهمزة يكثر إبدالها من الواو، وإبدال الواو منها، نحو قولهم: (أجوهٌ) و (وُجوهٌ)، و (أُقْتَتْ) و (وقت) وأشباه ذلك⁣(⁣٤).


(١) في (ع): (المقصور قد قلبته ...).

(٢) زيادة من (ع).

(٣) أخرجه الترمذي في جامعه في باب ما جاء زكاة الخضراوات: ٣/ ٣٠ وانظر التحفة: ٢/ ١٢ - ١٣، وأخرجه الدارقطني في، في باب: ليس في الخضراوات صدقة: ٢/ ٩٤ - ٩٦ وأخرجه البيهقي في سننه: ٤/ ١٢٨، ١٢٩. وأخرجه ابن الجزري في العلل المتناهية وضعفه: ٢/ ٧، وللحديث شواهد تقويه انظر المستدرك للحاكم: ١/ ٤٠١، وتلخيص التحبير ٢/ ١٦٥ الحديث رقم (٨٣٧). وانظر أيضا ما كتبه الشيخ ناصر الدين الألباني في إرواء الغليل: ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٩ الحديث رقم (٨٠١)، وما كتبه أيضاً في صحيح الجامع الصغير الحديث رقم (٥٢٨٨).

(٤) (وأشباه ذلك): ليست في (ع).