البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الأفعال

صفحة 96 - الجزء 1

  قيل له: قد اختلف في ذلك وكان (مُحَمَّدُ بنُ السري) يقول: الأصل في الأفعال الفعل الحاضر واستشهد في ذلك بشيئين:

  أحدهما: أن الأصل هو الاسم، والاسم يدلُّ على معنى هذا الفعل، فلما قارنه دل على أنه الأصل.

  والثاني: أن الأفعال هي الصفات⁣(⁣١)، وأصل الصفات أن تكون ملازمة لموصوفاتها، والملازمة ما يوجد في حال النُّطق به، فيعلم أنها الأصل⁣(⁣٢).

  وقال (أبو إسحاق الزجاج): الأصل في الأفعال الاستقبال، وذلك أن الفعل وضع للإخبار، والإخبار يكون عما يوجد وعما لا يوجد، وذلك يكون في الاستقبال⁣(⁣٣).

  وقال (أبو علي الفارسي): والذي عندي أن العناية تقع بالشيء الموجود، ثم بما يعرض له، وفيه الحاضر الموجود، والمستقبل والماضي غير الموجودين، إلا أنَّ المستقبل سيحضر، فهو يُتَوَقَّع كونه، والماضي مُنقض كونه، فالمستقبل والحاضر في المرتبة على حال سواء⁣(⁣٤).

  واعلم أنهم قد اختلفوا هل الأفعال مأخوذةٌ من المصادر أو المصادر مأخوذة من الأفعال؟

  فذهب (سيبويه) / والبَصْريون إلى أنَّ الأفعال مشتقة من المصادر. وذهب


(١) العبارة غير واضحة؛ لأن الأفعال غير الصفات، ولعله يريد أن الأفعال المضارعة تحل في موضع الصفات.

(٢) لم أقف على كلام ابن السراج هذا في الجزئين المطبوعين من الأصول.

(٣) وهو رأي تلميذه الزجاجي أيضا ذكره في كتابه الإيضاح في علل النحو: ٨٥.

(٤) لم أقف على قوله هذا في الإيضاح ولا في التكملة.