باب المبتدأ
باب المبتدأ
  قال(١): «اعلم أن المبتدأ: كلُّ اسم ابتدأته، وعريته من العوامل اللفظية، وعرضته لها، وجعلته أولاً لثان يكون الثاني خبراً عن الأول ومُسنداً إليه، وهو مرفوع بالابتداء، تقول: زيد قائم، ومحمد منطلق. فـ (زيد) و (محمد) مرفوعان بالابتداء، وما بعدهما خبران(٢) عنهما(٣).
  اعلم أن المبتدأ أبداً رفع والمرفوع لا بد له من عامل يُؤثر فيه(٤) الرَّفْعَ، إِمّا ظاهر إلى اللفظ أو من جهة(٥) المعنى. والعامل في المبتدأ هو الابتداء، والابتداء: هو(٦) تعري الاسم من العوامل اللفظية، نحو (إن) وأخواتها، و (كان) وأخواتها، وظننت) وأخواتها، وكون الاسم أولاً لثان يكون الثاني خبراً عنه ومُسنداً إليه. فبمجموع هذين الوصفين يكون الاسم مبتدأ. فإن قال قائل: ولم كان هذا العامل المعنوي يعمل / الرفع دون النصب والجر؟
  قيل [له](٧): لما كان الاسم المبتدأ لا بد في الكلام منه افتقر الكلام إليه، فصار أصلاً، فأُعطي الرفع الذي هو أصل الإعراب.
(١) (قال): ساقطة من (ع).
(٢) في (مل): (خبر).
(٣) (فزيد ومحمد .... خبران عنهما): ليست في (ع).
(٤) (فيه): ساقطة من (ع).
(٥) في الأصل: (جهته) وهو تصحيف. والتصويب من (ع).
(٦) في الأصل: (وهو)، بإقحام الواو، والتصويب من (ع).
(٧) زيادة من (ع).