البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المبتدأ

صفحة 100 - الجزء 1

باب المبتدأ

  قال⁣(⁣١): «اعلم أن المبتدأ: كلُّ اسم ابتدأته، وعريته من العوامل اللفظية، وعرضته لها، وجعلته أولاً لثان يكون الثاني خبراً عن الأول ومُسنداً إليه، وهو مرفوع بالابتداء، تقول: زيد قائم، ومحمد منطلق. فـ (زيد) و (محمد) مرفوعان بالابتداء، وما بعدهما خبران⁣(⁣٢) عنهما⁣(⁣٣).

  اعلم أن المبتدأ أبداً رفع والمرفوع لا بد له من عامل يُؤثر فيه⁣(⁣٤) الرَّفْعَ، إِمّا ظاهر إلى اللفظ أو من جهة⁣(⁣٥) المعنى. والعامل في المبتدأ هو الابتداء، والابتداء: هو⁣(⁣٦) تعري الاسم من العوامل اللفظية، نحو (إن) وأخواتها، و (كان) وأخواتها، وظننت) وأخواتها، وكون الاسم أولاً لثان يكون الثاني خبراً عنه ومُسنداً إليه. فبمجموع هذين الوصفين يكون الاسم مبتدأ. فإن قال قائل: ولم كان هذا العامل المعنوي يعمل / الرفع دون النصب والجر؟

  قيل [له]⁣(⁣٧): لما كان الاسم المبتدأ لا بد في الكلام منه افتقر الكلام إليه، فصار أصلاً، فأُعطي الرفع الذي هو أصل الإعراب.


(١) (قال): ساقطة من (ع).

(٢) في (مل): (خبر).

(٣) (فزيد ومحمد .... خبران عنهما): ليست في (ع).

(٤) (فيه): ساقطة من (ع).

(٥) في الأصل: (جهته) وهو تصحيف. والتصويب من (ع).

(٦) في الأصل: (وهو)، بإقحام الواو، والتصويب من (ع).

(٧) زيادة من (ع).