باب الفاعل
  إلا أن العرب قد ذكرت أشياء وأنثتْ أشياء على قدر وضعها، فالاقتداء بها أحسن. ولو ذُكر المؤنَّث وأُنتَ المذكَّرُ لجاز، من ذلك قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}(١) وقوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}(٢) وقال تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ٤}(٣) وقد قيل: إن هذا محمول على المعنى(٤). والله أعلم. وقيل: إِنَّ الأعناق الرُّؤساءُ(٥). وقال الشاعر(٦) في تذكير المؤنث:
  ٢٢ - فَلا مُرْنَةٌ وَدَقَتْ وَدقَها ... وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها
  أراد: ولا أرض أبقلت، وقد كان يمكنه تأنيثه، ولكنه جاء به مذكرا(٧). وقد قيل: إنه أراد المكان.
(١) هود: (٦٧).
(٢) البقرة: (٢٧٥).
(٣) الشعراء: (٤).
(٤) انظر إعراب القرآن للنحاس، ٢/ ١٩٩٩ و ١/ ٢٩٣، و ٢/ ٤٨٢.
(٥) ينسب هذا القول إلى مجاهد انظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧.
(٦) هو عامر بن جُوَيْن الطائي.
٢٢ - البيت من المتقارب.
وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٢٤٠، وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ١٢٧، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ٥٥، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٢٧٩، والأصول: ٢/ ٤٣٦، والإيضاح: ٢/ ٨٧، والتبصرة: ٢/ ٦٢٤، والخصائص: ٢/ ٤١١، وشرح المفصل: ٥/ ٩٤، والمخصص: ١٦/ ٨٠، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٥٩٦، والمقرب: ١/ ٣٠٣، والخزانة ١/ ٢١، ٣/ ٣٣٠ وفيها تعليق طويل حوله، واللسان (بقل) و (أرض). وعجزه في معاني القرآن للأخفش: ٢/ ٣٠٠، والإيضاح: ٢/ ١٣٤، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٥٨، ١٦١، والمغني: ٧٣١، ٧٤٦ وأوضح المسالك: ٢/ ١٠٨، والهمع: ٢/ ١٧١. وهو يصف أرضًا مُخْصبَةً لما أصابها من وافر الغيث المزنة: السحابة البيضاء. ودقت: أمطرت.
(٧) لو أنث لصح الوزن ولكن بشرط تخفيف الهمزة من (إبقالها). وقد ذكر الأعلم الشنتمري أنه يروى بالتأنيث وتخفيف الهمز.