البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الفاعل

صفحة 126 - الجزء 1

  إلا أن العرب قد ذكرت أشياء وأنثتْ أشياء على قدر وضعها، فالاقتداء بها أحسن. ولو ذُكر المؤنَّث وأُنتَ المذكَّرُ لجاز، من ذلك قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}⁣(⁣١) وقوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}⁣(⁣٢) وقال تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ٤}⁣(⁣٣) وقد قيل: إن هذا محمول على المعنى⁣(⁣٤). والله أعلم. وقيل: إِنَّ الأعناق الرُّؤساءُ⁣(⁣٥). وقال الشاعر⁣(⁣٦) في تذكير المؤنث:

  ٢٢ - فَلا مُرْنَةٌ وَدَقَتْ وَدقَها ... وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها

  أراد: ولا أرض أبقلت، وقد كان يمكنه تأنيثه، ولكنه جاء به مذكرا⁣(⁣٧). وقد قيل: إنه أراد المكان.


(١) هود: (٦٧).

(٢) البقرة: (٢٧٥).

(٣) الشعراء: (٤).

(٤) انظر إعراب القرآن للنحاس، ٢/ ١٩٩٩ و ١/ ٢٩٣، و ٢/ ٤٨٢.

(٥) ينسب هذا القول إلى مجاهد انظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧.

(٦) هو عامر بن جُوَيْن الطائي.

٢٢ - البيت من المتقارب.

وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٢٤٠، وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ١٢٧، ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ٥٥، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٢٧٩، والأصول: ٢/ ٤٣٦، والإيضاح: ٢/ ٨٧، والتبصرة: ٢/ ٦٢٤، والخصائص: ٢/ ٤١١، وشرح المفصل: ٥/ ٩٤، والمخصص: ١٦/ ٨٠، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٥٩٦، والمقرب: ١/ ٣٠٣، والخزانة ١/ ٢١، ٣/ ٣٣٠ وفيها تعليق طويل حوله، واللسان (بقل) و (أرض). وعجزه في معاني القرآن للأخفش: ٢/ ٣٠٠، والإيضاح: ٢/ ١٣٤، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٥٨، ١٦١، والمغني: ٧٣١، ٧٤٦ وأوضح المسالك: ٢/ ١٠٨، والهمع: ٢/ ١٧١. وهو يصف أرضًا مُخْصبَةً لما أصابها من وافر الغيث المزنة: السحابة البيضاء. ودقت: أمطرت.

(٧) لو أنث لصح الوزن ولكن بشرط تخفيف الهمزة من (إبقالها). وقد ذكر الأعلم الشنتمري أنه يروى بالتأنيث وتخفيف الهمز.