باب الفاعل
  الملائكة. وقال تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ}(١) والتقدير - والله أعلم - وقال جمع نسوة في المدينة(٢). فعلى هذا تقول: قال الرجال، تريد جمع الرجال(٣)، وقالت الرّجالُ، تريدُ جماعة الرّجال [و](٤) ليس هذا من قبيل التذكير والتأنيث بل هذا محمول على المعنى، ومن ذلك قول (الحُطَيئَةِ):
  ٢٣ - وإِنِّي لراجيهِ وَإِنْ كانَ نائيا ... (٥) رَجَاءَ الرَّبِيعِ أَنْبَتَ البَقْلَ وَابِلهُ
  لزعب كأولاد القطارات خَلْفَها ... على عاجزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَواصِلة
  ولم يقل: (حواصلها)؛ لأنه أراد الجمع، والله أعلم.
  إن سأل سائل فقال: لم سكنوا لام الفعل مع ضمير الفاعل، فقالوا: (ضربن) و (ضربت) و (ضربت)(٦) و (ضربنا)، وفتحوها مع ضمير المفعول فقالوا:
(١) يوسف: (٣٠).
(٢) في (ع): (جمع نسوة المدينة)، والصحيح ما جاء في الأصل؛ لأن المراد بعض نسوة المدينة لا كلهن.
(٣) (تريد جمع الرجال): ساقط من (ع).
(٤) تكملة من (ع).
٢٣ - البيتان من الطويل. من قصيدة يمدح بها الوليد بن عقبة. وهما في ديوانه: ٢٣٩ والثاني في المقرب لابن عصفور: ١/ ٢٥٢، ومقاييس اللغة (خلف) ٢/ ٢١٢، واللسان (خلف). الوابل: المطر الشديد. والزغب: صغار الطير واستعارها الشاعر لأولاده لبيان ضعفهم. والقطا: طائر معروف بضعفه، وراث: أبطأ. وجاء في اللسان: «يعني راث مُخَلِّفُها، فوضح المصدر موضعه، وقوله حواصله قال الكسائي: أراد حواصل ما ذكرنا. وقال الفراء: الهاء ترجع إلى الزغب دون العاجزات التي فيه علامة الجمع؛ لأن كل جمع بني على صورة الواحد ساغ فيه تَوَهُمُ الواحد ... ويقال: الهاء ترجع إلى النهض وهو موضع في كتف البعير فاستعاره للقطا، وروى أبو عُبَيْد هذا الحرف بكسر الخاء، وقال: الخلف الاستقاء، قال أبو منصور: والصواب عندي ما قال أبو عمرو: إنّه الخَلْفُ بفتح الخاء. قال (أي أبو منصور الأزهري): ولم يعز أبو عبيد ما قال في الخلف إلى أحد.
(٥) في الأصل: (نائبا) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٦) في الأصل: (ضَرَبَتْ وَ ضَرَبَتْ، وهو وهم، والتصويب من (ع).